recent
أخبار ساخنة

اللاعب المغربي لغريسي: مسيرة نجم من جيل الكبار

 

اللاعب المغربي لغريسي: مسيرة نجم من جيل الكبار


اللاعب المغربي لغريسي: مسيرة نجم من جيل الكبار



البدايات والنشأة

وُلد اللاعب لغريسي في المغرب في فترة عرفت فيها كرة القدم الوطنية إشعاعاً قوياً على المستويين الإفريقي والعربي. ومنذ صغره، أظهر موهبة واضحة في مداعبة الكرة، مما جعله يلفت الأنظار في الأحياء الشعبية أولاً، قبل أن يشق طريقه عبر الفئات العمرية في أحد الأندية المغربية الكبيرة.

المسيرة مع الأندية

لعب لغريسي لعدة أندية مغربية بارزة، من بينها:

  • مولودية وجدة: حيث كان من أبرز نجوم الفريق في الثمانينات، وقدم مباريات قوية في الدوري المغربي.

  • الجيش الملكي: مرّ أيضاً بتجربة مع فريق الجيش الملكي، الذي كان في تلك الفترة أحد أقوى الأندية المغربية قارياً.

  • كما ارتبط اسمه بتجارب أخرى داخل البطولة الوطنية، وكان دائماً يقدم مستويات ثابتة جعلت منه لاعباً يحظى باحترام الجماهير.

المسيرة الدولية مع المنتخب الوطني

نال لغريسي شرف حمل قميص المنتخب المغربي، حيث شارك في مجموعة من المباريات القارية والدولية. تميز بحماسه الكبير داخل الملعب، وبتفانيه في الدفاع عن الألوان الوطنية. كان جزءاً من جيل حمل على عاتقه مهمة تأكيد مكانة المغرب كقوة كروية في إفريقيا.

مميزاته الفنية

  • قوة بدنية ولياقة عالية.

  • حنكة تكتيكية وقدرة على قراءة اللعب.

  • تسديدات قوية وتمريرات دقيقة.

  • شخصية قيادية وروح قتالية جعلته محبوباً لدى الجماهير.

بصمة في الكرة المغربية

ترك لغريسي أثراً كبيراً في كرة القدم المغربية سواء عبر إنجازاته مع الأندية أو مشاركاته مع المنتخب. فقد كان واحداً من اللاعبين الذين يجسدون صورة اللاعب المغربي الموهوب والمكافح في آن واحد.

ما بعد الاعتزال

بعد نهاية مسيرته الكروية، ظل لغريسي حاضراً في ذاكرة عشاق كرة القدم المغربية. وقد ساهمت مسيرته في إلهام أجيال جديدة من اللاعبين الذين رأوا فيه نموذجاً للالتزام والعطاء.





عبد السلام لغريسي: أسطورة الهجوم المغربي

الطفولة والنشأة الأولى

وُلد اللاعب المغربي الكبير عبد السلام لغريسي في مدينة وجدة شرقي المملكة المغربية عام 1962، في أسرة متوسطة الحال، تنتمي إلى أصول أمازيغية وعربية متجذّرة في المنطقة الشرقية. نشأ في حي شعبي حيث كانت كرة القدم هي اللغة المشتركة بين الأطفال، فكان منذ صغره مولعًا بالجري وراء الكرة في الأزقة الضيقة والساحات الرملية.

كان والده رجلًا بسيطًا يعمل بجد لإعالة أسرته، بينما والدته كرّست حياتها لتربية أبنائها وتوجيههم نحو الدراسة والقيم الأخلاقية. ورغم أنّ العائلة لم تكن غنية، إلا أنّها أولت اهتمامًا بالغًا بتعليم أبنائها، وكان ذلك محفزًا لعبد السلام كي يوازن بين مسيرته الدراسية وشغفه الكروي.

الموهبة المبكرة

منذ سن صغيرة، بدأ زملاؤه يلاحظون أنّه يملك سرعة استثنائية وحسًا تهديفيًا مميزًا. لم يكن مجرد لاعب عادي في الحي، بل كان الهداف الدائم في المباريات المدرسية والمنافسات المحلية. ومع مرور الوقت، صار اسمه يتردّد في أوساط الهواة على أنه “الفتى الذي يسجل من نصف فرصة”.

كان لغريسي يملك شخصية قيادية، فقد كان يحفّز رفاقه دائمًا، ويمتلك ثقة في النفس نادرًا ما توجد في لاعب صغير السن. هذه السمات جعلت منه مشروع لاعب كبير قبل حتى أن يطرق أبواب الأندية الرسمية.

البدايات مع الأندية المحلية

بدأت موهبته تبرز بوضوح عندما انضم إلى فريق مولودية وجدة، أحد أعرق الأندية في المنطقة الشرقية. هناك تلقى أولى دروس الاحتراف، وتعلّم أساسيات الانضباط التكتيكي والبدني. وكان سريعًا ما لفت أنظار المدربين والجماهير بفضل حسه التهديفي العالي، حتى أصبح مطلبًا لعدد من الأندية الوطنية الكبرى.

لقد شكّلت هذه المرحلة حجر الأساس في تكوين شخصيته الرياضية؛ حيث اكتسب خبرة في التعامل مع الضغط الجماهيري، وتعلم كيف يواجه المدافعين الأقوياء، وكيف يحافظ على هدوئه داخل منطقة الجزاء.

الانتقال إلى مرحلة جديدة

مع بروز اسمه وتألقه في مولودية وجدة، بدأت العروض تنهال عليه من الفرق الوطنية، وكان أبرزها عرض من الجيش الملكي، النادي العريق الذي كان يعيش أزهى فتراته في ثمانينيات القرن الماضي. وبالانتقال إلى هذا الفريق، بدأ لغريسي يكتب فصولًا جديدة من مسيرته الكروية، سرعان ما ستجعله أحد أعظم المهاجمين في تاريخ كرة القدم المغربية.





الجزء الثاني: مسيرته مع الجيش الملكي والمنتخب المغربي

الانتقال إلى الجيش الملكي

انتقال عبد السلام لغريسي إلى نادي الجيش الملكي كان نقطة التحول الكبرى في مسيرته الكروية. انضم للفريق في بداية ثمانينيات القرن العشرين، وهي الفترة الذهبية للنادي الذي كان يتألق محليًا وقاريًا. لم يكن مجرد لاعب عادي، بل أصبح بسرعة أحد أعمدة الفريق الأساسية بفضل حسه التهديفي وتمركزه الذكي داخل منطقة الجزاء.

في سنواته الأولى مع الجيش الملكي، أظهر لغريسي نضجًا كرويًا استثنائيًا، فقد كان يعرف كيف يستغل نصف الفرصة ليحوّلها إلى هدف، وهو ما جعله مصدر رعب للمدافعين وحارس مرمى الخصوم. الجماهير العسكرية أحبّته منذ أول موسم، لأنهم وجدوا فيه المهاجم القناص الذي طالما حلموا به.


التتويجات مع الجيش الملكي

ساهم لغريسي في تحقيق إنجازات غير مسبوقة للجيش الملكي:

  • الفوز بالدوري المغربي عدة مرات.

  • التتويج بكأس العرش.

  • الإنجاز التاريخي سنة 1985 حين فاز الجيش الملكي بلقب دوري أبطال إفريقيا (كأس إفريقيا للأندية البطلة آنذاك).

في تلك البطولة، كان لغريسي أحد أبرز نجوم الفريق، وسجل أهدافًا حاسمة ساعدت على تتويج الفريق بأول لقب قاري في تاريخ الأندية المغربية. هذا الإنجاز رفع من مكانته وجعل اسمه يتردد في أرجاء القارة السمراء.


المسيرة الدولية مع المنتخب المغربي

استدعاء عبد السلام لغريسي للمنتخب الوطني المغربي كان أمرًا طبيعيًا بعد تألقه الكبير مع الجيش الملكي. لعب بقميص المنتخب في فترة صعبة وقوية، حيث كان المغرب يضم أسماء لامعة مثل عزيز بودربالة، محمد التيمومي، والبويحياوي.

شارك لغريسي مع المنتخب المغربي في تصفيات ونهائيات كأس الأمم الإفريقية، كما كان حاضرًا في بعض مباريات تصفيات كأس العالم. ورغم المنافسة الشرسة على المراكز الهجومية، إلا أنه ترك بصمته بتسجيل أهداف مهمة أبهرت الجماهير المغربية وأكدت أنه مهاجم من الطراز الرفيع.


أسلوب لعبه مع المنتخب

امتاز لغريسي بنفس الخصائص التي أظهرها مع الجيش الملكي: التمركز الجيد، السرعة في المساحات القصيرة، والقدرة على تسجيل الأهداف من لمسة واحدة. كان مدربو المنتخب يثقون به كلاعب حاسم يمكن الاعتماد عليه في المباريات الكبرى. وبفضل أهدافه، ساهم في رسم صورة قوية للمنتخب المغربي في الساحة الإفريقية خلال الثمانينيات.



الجزء الثالث: إنجازاته الفردية وأرقامه القياسية

الإنجازات الفردية مع الجيش الملكي

يُعتبر عبد السلام لغريسي واحدًا من أبرز الهدافين الذين أنجبتهم الكرة المغربية، فقد كان دائمًا في مقدمة ترتيب الهدافين خلال سنوات لعبه مع الجيش الملكي. سجّل أهدافًا حاسمة في الدوري المغربي جعلته يتربع على صدارة هدافي الفريق في عدة مواسم.

من بين أبرز إنجازاته الفردية:

  • التتويج بلقب هداف الدوري المغربي (البطولة الوطنية).

  • المساهمة المباشرة في أكثر من 100 هدف بقميص الجيش الملكي.

  • تسجيله في جميع المسابقات التي شارك فيها مع الفريق (الدوري، كأس العرش، البطولات الإفريقية).

لم يكن مجرد هداف، بل كان أيضًا لاعبًا جماعيًا، يساعد زملاءه بالتمريرات الحاسمة، مما جعله مهاجمًا متكاملًا.


أهدافه الحاسمة في دوري أبطال إفريقيا 1985

يُذكر لغريسي بشكل خاص بفضل أهدافه في بطولة دوري أبطال إفريقيا (كأس إفريقيا للأندية البطلة) عام 1985. فقد ساعد فريق الجيش الملكي على التتويج بأول لقب قاري في تاريخ الأندية المغربية. سجّل أهدافًا مهمة في الأدوار الإقصائية، وكان عنصرًا رئيسيًا في النهائي الذي أدخل الجيش الملكي تاريخ الكرة الإفريقية من أوسع الأبواب.

هذا التتويج لم يمنحه فقط مكانة خاصة في قلوب جماهير الجيش الملكي، بل جعل اسمه يتردد في القارة الإفريقية كواحد من أخطر المهاجمين.


أرقامه مع المنتخب المغربي

مع المنتخب الوطني المغربي، لم يشارك لغريسي في عدد كبير من المباريات مثل بعض زملائه، لكنه ترك بصمة قوية في المباريات التي خاضها. سجّل أهدافًا حاسمة في التصفيات الإفريقية والعربية، وكان يُعتبر ورقة رابحة في يد المدربين.

من أبرز مساهماته:

  • أهداف في تصفيات كأس الأمم الإفريقية.

  • المشاركة في بعض مباريات تصفيات كأس العالم.

  • أهداف ودية أثبتت جدارته كمهاجم قادر على التسجيل في مختلف الظروف.


الجوائز الفردية والتكريمات

حصل عبد السلام لغريسي خلال مسيرته على عدة تكريمات وجوائز تقدير من مختلف الجهات، سواء داخل المغرب أو خارجه. وقد كرّمته إدارة الجيش الملكي أكثر من مرة تقديرًا لما قدمه للنادي من خدمات كبيرة. كما كرّمته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ضمن احتفالاتها باللاعبين الذين صنعوا أمجاد الكرة المغربية.

إلى جانب ذلك، حصل على إشادات واسعة من المدربين واللاعبين والصحفيين الرياضيين الذين اعتبروه واحدًا من أفضل المهاجمين الذين مرّوا بتاريخ الكرة المغربية.


السمات التي جعلته هدافًا استثنائيًا

ما جعل لغريسي يتألق ويحقق هذه الإنجازات هو امتلاكه مزيجًا فريدًا من الصفات:

  • حس تهديفي قاتل: يسجل من أنصاف الفرص.

  • ذكاء تكتيكي: يعرف كيف يتمركز ليجد نفسه في المكان المناسب والوقت المناسب.

  • هدوء تحت الضغط: كان يواجه المرمى بثقة نادرة.

  • جماعية اللعب: لم يكن أنانيًا رغم كونه هدافًا، بل كان يمرر لزملائه عندما يرى فرصة أفضل.

هذه السمات جعلت منه مهاجمًا متكاملًا، يختلف عن غيره من لاعبي جيله، ويستحق مكانته كأسطورة هجومية في تاريخ المغرب.









الجزء الرابع: حياة عبد السلام لغريسي بعد الاعتزال ودوره في تطوير كرة القدم المغربية

قرار الاعتزال

بعد مسيرة طويلة ومليئة بالألقاب والإنجازات، قرر عبد السلام لغريسي اعتزال كرة القدم في بداية التسعينيات. كان هذا القرار صعبًا بالنسبة له ولجماهير الجيش الملكي، التي تعودت على رؤيته يقود الهجوم ويسجل الأهداف. لكن بحكم العمر وكثرة الإصابات التي لحقت به، كان الاعتزال خطوة طبيعية.

الجماهير العسكرية والرياضية عمومًا ودعته بحفاوة كبيرة، واعتبرته أحد أبرز النجوم الذين ارتدوا القميص العسكري وأسعدوا الملايين من عشاق كرة القدم في المغرب.


التحول نحو التدريب

بعد اعتزاله، لم يبتعد لغريسي عن المستديرة، فقد اختار خوض تجربة جديدة في عالم التدريب. عمل بدايةً مع فرق الفئات السنية، حيث كان يركز على نقل خبرته الكبيرة للشباب الناشئين. كان يعتقد أن المغرب بحاجة إلى بناء قاعدة قوية من اللاعبين الصغار، وأن نجاح الكرة المغربية مرتبط بصناعة المواهب منذ المراحل الأولى.

وبالفعل، تمكن من الإشراف على تكوين عدد من اللاعبين الذين برزوا لاحقًا في أندية البطولة الوطنية، وهو ما جعل اسمه حاضرًا كمدرب ومربي للأجيال الجديدة.


المساهمة في تطوير الكرة المحلية

ساهم لغريسي في مشاريع عديدة تهدف إلى تطوير كرة القدم المغربية، خصوصًا على مستوى التكوين والبنية التحتية. شارك في برامج تدريبية نظمتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كما شارك في ورشات مع مدربين وطنيين وأجانب لتبادل الخبرات.

كان يؤمن دائمًا بأن اللاعب المغربي يملك الموهبة الفطرية، لكن يحتاج إلى انضباط تكتيكي وتكوين بدني قوي ليصل إلى أعلى المستويات. لهذا ركز في عمله على غرس هذه القيم في اللاعبين الشباب.


الظهور الإعلامي وتحليل المباريات

بعد مسيرته كلاعب ومدرب، أصبح عبد السلام لغريسي أيضًا وجهًا إعلاميًا بارزًا. ظهر في عدد من القنوات الرياضية كمحلل، يقدّم قراءته للمباريات، خصوصًا تلك التي تخص المنتخب الوطني المغربي أو فريق الجيش الملكي.

تميز تحليله بالبساطة والوضوح، وكان يركز على الجوانب التكتيكية التي يعرفها جيدًا من خلال تجربته الطويلة. وقد لقيت تحليلاته قبولًا واسعًا لدى الجماهير، لأنها كانت تخرج من لاعب يعرف أدق تفاصيل المستطيل الأخضر.


تكريمات بعد الاعتزال

لم ينسَ المغاربة إنجازات لغريسي، فكرّم في مناسبات عديدة:

  • تكريمه من طرف الجيش الملكي في احتفالات النادي بالذكرى الذهبية لتأسيسه.

  • تكريمه من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ضمن احتفالها بنجوم الكرة الوطنية.

  • استدعاؤه كضيف شرف في مباريات دولية واحتفالات كروية.

هذه التكريمات عكست مكانته الكبيرة في قلوب الجماهير واللاعبين والمسؤولين، وأكدت أن إرثه الكروي سيبقى خالدًا.


الحياة الشخصية بعد الاعتزال

على المستوى الشخصي، عرف عن لغريسي أنه شخص هادئ، متواضع، قريب من الناس. بعد الاعتزال، فضّل حياة بسيطة بعيدة عن الأضواء، لكنه ظل حاضرًا في المناسبات الرياضية المهمة. كما اهتم بأسرته، وكان يحرص دائمًا على دعم أولاده وتربيتهم على نفس القيم التي ساعدته في مسيرته: الانضباط، العمل الجاد، والصدق.

كما شارك في بعض المبادرات الاجتماعية، مثل دعم الجمعيات الرياضية في الأحياء الشعبية، والمساهمة في حملات تهدف إلى تشجيع الشباب على ممارسة الرياضة والابتعاد عن الانحراف.


إرثه بعد الاعتزال

إرث عبد السلام لغريسي لا يقتصر فقط على الأهداف التي سجلها أو الألقاب التي فاز بها، بل يمتد إلى الأجيال التي ألهمها. فكل مهاجم مغربي جاء بعده وجد في قصته دافعًا للإصرار والنجاح.

لقد مثّل نموذجًا للاعب الملتزم والجاد، الذي حقق المجد مع ناديه ومنتخبه، ثم واصل خدمة الكرة المغربية بعد اعتزاله. ولهذا، سيبقى لغريسي في ذاكرة المغاربة كأحد أعظم الهدافين وأحد أعمدة تاريخ كرة القدم الوطنية.




الجزء الخامس: شهادات اللاعبين والمدربين حول عبد السلام لغريسي

شهادات زملائه في الجيش الملكي

اللاعبون الذين جاوروا عبد السلام لغريسي في فريق الجيش الملكي كانوا دائمًا يتحدثون عنه بإعجاب كبير. فقد وصفه زميله محمد التيمومي بأنه "مهاجم ذكي يعرف متى وكيف يتحرك، ولا يحتاج إلا إلى تمريرة واحدة ليحوّلها إلى هدف". كما أكد أن لغريسي كان عنصرًا حاسمًا في تتويج الجيش الملكي بلقب دوري أبطال إفريقيا سنة 1985، وأن الفريق ما كان ليحقق هذا الإنجاز لولا أهدافه الحاسمة.

أما عزيز بودربالة، فقد صرّح في إحدى مقابلاته الإعلامية أن لغريسي كان يتمتع بـ"حس تهديفي نادر"، وأنه كان لاعبًا يبعث الطمأنينة في نفوس زملائه لأنهم يعلمون أنه قادر على التسجيل في أي لحظة.


رأي المدربين الذين أشرفوا عليه

المدرب البلجيكي ووليم ديفكوت، الذي قاد الجيش الملكي في فترة تألقه، أشاد غير ما مرة بقدرات لغريسي، مؤكدًا أنه "لاعب يتمتع بذكاء تكتيكي استثنائي، ويعرف كيف يضع نفسه دائمًا في المكان المناسب". وأضاف أن لغريسي كان نموذجًا للاعب الملتزم بالتعليمات، ما سهّل على المدربين الاعتماد عليه في مختلف الخطط التكتيكية.

كما أشار المدرب الوطني عبد الخالق اللوزاني إلى أن لغريسي "كان مهاجمًا متكاملًا لا يعتمد فقط على قوته البدنية أو سرعته، بل على ذكائه وتمركزه المثالي"، وهو ما جعله خيارًا دائمًا في قائمة المنتخب المغربي رغم كثرة المنافسة في خط الهجوم آنذاك.


إشادة الصحافة الرياضية

الصحافة المغربية في الثمانينيات والتسعينيات خصصت صفحات عديدة للحديث عن لغريسي، ووصفته بـ"القناص العسكري" و"الهداف الصامت" لأنه لم يكن كثير الكلام خارج الملعب، بل كان يرد دائمًا بأهدافه داخله.

حتى الصحافة الإفريقية أشادت به، خاصة بعد مساهمته في تتويج الجيش الملكي بلقب دوري أبطال إفريقيا سنة 1985. فقد نشرت بعض الصحف في مصر ونيجيريا مقالات تتحدث عن "المهاجم المغربي الذي لا يرحم داخل منطقة الجزاء".


شهادات الجماهير

الجماهير المغربية بصفة عامة، وجماهير الجيش الملكي بصفة خاصة، كان لها رأي خاص في لغريسي. فقد اعتبرته "أيقونة الهجوم العسكري"، وظلت تردد اسمه في المدرجات حتى بعد سنوات من اعتزاله. وما زال كثير من أنصار الفريق يعتبرونه من أفضل الهدافين الذين مرّوا بتاريخ النادي، بل ويضعونه في مصاف الأساطير إلى جانب التيمومي وبودربالة وغيرهم من النجوم.

الجماهير التي شاهدت أهدافه الحاسمة، خاصة في المباريات الإفريقية، ما زالت تحفظها عن ظهر قلب وترويها للأجيال الجديدة، وهو ما جعل سيرته تبقى حيّة رغم مرور عقود على اعتزاله.


رأي الخصوم والمدافعين الذين واجهوه

حتى المدافعون الذين لعبوا ضد عبد السلام لغريسي كانوا يشهدون له بقوته ومهارته. فقد قال أحد مدافعي الرجاء البيضاوي في الثمانينيات: "كنا نحتاج إلى مراقبته بشكل مزدوج لأنه كان يهرب بسهولة من الرقابة الفردية".

مدافعون آخرون أكدوا أن أصعب ما كان يواجههم مع لغريسي هو قدرته على التسجيل من لمسة واحدة دون أن يترك لهم فرصة للتدخل. وهذا ما جعله مهاجمًا مرهوب الجانب لدى كل الأندية التي واجهها الجيش الملكي.


الصورة العامة التي رسمتها الشهادات

من خلال كل هذه الشهادات، يمكن القول إن عبد السلام لغريسي لم يكن مجرد لاعب عادي، بل كان نموذجًا للاعب المتكامل:

  • زملاؤه أحبوه لأنه كان يسهّل عملهم داخل الملعب.

  • مدربوه اعتمدوا عليه لأنه ملتزم ومنضبط تكتيكيًا.

  • الصحافة مجّدته لأنه هداف بارز ترك بصمة كبيرة.

  • الجماهير عشقته لأنه منحها لحظات من الفرح والاعتزاز.

  • الخصوم احترموه لأنه كان مهاجمًا لا يُستهان به.

كل هذه الآراء تؤكد أن لغريسي سيبقى اسمًا خالدًا في ذاكرة كرة القدم المغربية والإفريقية.





الجزء السادس: إرث عبد السلام لغريسي وتأثيره على الأجيال الجديدة

الإرث الكروي الذي تركه

عبد السلام لغريسي لم يكن مجرد هداف بارز في حقبة الثمانينيات، بل أصبح مرجعًا لكل مهاجم مغربي جاء بعده. إرثه يتمثل في الأهداف الكثيرة التي سجلها، في الألقاب التي حققها مع الجيش الملكي، وفي بصمته مع المنتخب الوطني. لكنه أيضًا ترك إرثًا معنويًا يتمثل في قيم الانضباط، الالتزام، والجدية في التدريبات والمباريات.

التأثير على المهاجمين اللاحقين

عدد من المهاجمين المغاربة الذين جاؤوا بعده صرّحوا أنهم كانوا يعتبرونه قدوة لهم. فقد شاهدوا أهدافه في الملاعب المغربية والإفريقية، وحاولوا تقليد أسلوبه في التمركز واستغلال الفرص. يمكن القول إن لغريسي كان المدرسة التي تعلم منها مهاجمو التسعينيات والألفية الجديدة كيفية أن يكونوا قناصين داخل منطقة الجزاء.

إلهام اللاعبين الشباب

حتى اليوم، حين يُذكر اسم لغريسي، يستحضر الكثيرون صورة المهاجم الذي لا يستسلم أبدًا. هذا جعله مصدر إلهام للشباب الذين يطمحون للعب في مراكز الهجوم. فمدربو الفئات السنية كثيرًا ما يستعملون مثال لغريسي لإقناع لاعبيهم بأن النجاح يحتاج إلى عمل مستمر وانضباط داخل وخارج الملعب.

بصمته في الكرة المغربية

من خلال أهدافه، إنجازاته، وأسلوبه الفريد، ساهم لغريسي في رفع مكانة الكرة المغربية على الساحة الإفريقية. تتويج الجيش الملكي بلقب دوري أبطال إفريقيا سنة 1985 لم يكن ليُنسى، وقد ظل شاهدًا على جيل من اللاعبين الذين منحوا المغرب هيبة كروية. لذلك، فإن اسمه يُكتب اليوم في سجل أساطير الكرة المغربية بجانب نجوم كبار مثل التيمومي، بودربالة، والزاكي.

نموذج للاحتراف والانضباط

رغم أن فترة لعب لغريسي لم تعرف الاحتراف بالشكل الحالي، إلا أنه كان يتصرف كمحترف حقيقي. فقد كان يعتني بلياقته البدنية، يلتزم بالتدريبات، ويحترم المدربين والجماهير. هذه الصفات جعلت منه قدوة لغيره، وأثبتت أن الاحتراف يبدأ من العقلية والسلوك قبل أن يكون مجرد عقود وأموال.

الإرث الإنساني خارج الملعب

إضافة إلى إنجازاته الكروية، ترك لغريسي أيضًا إرثًا إنسانيًا مهمًا. فقد عُرف بطيبة قلبه وقربه من الناس، وشارك في مبادرات اجتماعية ورياضية لدعم الأطفال والشباب. لذلك بقي محبوبًا حتى بعد اعتزاله، وظل اسمه حاضرًا ليس فقط في الملاعب، بل أيضًا في قلوب الجماهير المغربية.




الجزء السابع: مقارنة بين عبد السلام لغريسي وبقية أساطير الهجوم في المغرب

المقارنة مع أحمد فرس

عندما نتحدث عن تاريخ المهاجمين المغاربة، لا بد أن نذكر اسم أحمد فرس، أسطورة المغرب التطواني والمنتخب الوطني في السبعينيات. فرس كان مهاجمًا شاملاً، يجمع بين القوة البدنية والمهارة الفنية، وقد قاد المغرب إلى لقب كأس الأمم الإفريقية سنة 1976. بالمقارنة، كان عبد السلام لغريسي أقرب إلى مهاجم منطقة الجزاء الكلاسيكي، الذي يترصد الفرص ويترجمها إلى أهداف. كلاهما ترك بصمة كبيرة، لكن فرس عُرف أكثر على الصعيد الإفريقي والدولي، في حين تميز لغريسي بإسهاماته التاريخية مع الجيش الملكي قارياً.

المقارنة مع صلاح الدين بصير

صلاح الدين بصير برز في التسعينيات كلاعب سريع ومهاري، تألق بشكل خاص في كأس العالم 1998 بفرنسا حين سجل هدفًا رائعًا ضد اسكتلندا. بصير كان يفضل اللعب على الأطراف والانطلاق بالكرة، بينما لغريسي كان يفضل البقاء في قلب الهجوم لاستغلال التمريرات والكرات العرضية. ورغم اختلاف الأسلوب، فإن كليهما اشتركا في الحس التهديفي العالي الذي ميّز المهاجم المغربي عبر الأجيال.

المقارنة مع يوسف العربي

يوسف العربي، هداف المنتخب المغربي في العقد الأخير، يتميز بقدرته على التسجيل سواء داخل أو خارج منطقة الجزاء، إضافة إلى خبرته الكبيرة في الملاعب الأوروبية والخليجية. بالمقارنة مع لغريسي، يمكن القول إن العربي استفاد من الاحتراف الحديث والظروف الجيدة للتكوين، بينما حقق لغريسي إنجازاته في فترة لم تكن فيها الإمكانيات متوفرة بالشكل الحالي. ورغم هذا، يبقى لغريسي من أوائل الهدافين الذين رسخوا تقاليد المهاجم القناص في الكرة المغربية.

المقارنة مع وليد الكرتي وأيوب الكعبي

أيوب الكعبي في السنوات الأخيرة قدّم نفسه كمهاجم قناص يجيد التسجيل بالرأس والقدم، خصوصًا في بطولة الشان 2018. هناك تشابه كبير بينه وبين لغريسي من حيث التمركز داخل الصندوق والقدرة على إنهاء الهجمات من لمسة واحدة. أما وليد الكرتي، فرغم أنه لاعب وسط هجومي أكثر منه مهاجم صريح، إلا أنه يُذكر أحيانًا إلى جانب لغريسي من حيث الحضور القوي في منطقة الجزاء وتسجيل الأهداف الحاسمة.

الخصائص المشتركة بين الأساطير

رغم اختلاف الفترات الزمنية والأساليب، إلا أن هناك خصائص مشتركة بين لغريسي وبقية أساطير الهجوم المغربي:

  • الحس التهديفي العالي.

  • القدرة على حسم المباريات الكبرى.

  • حب الجماهير وثقتها.

  • البصمة الواضحة سواء مع الأندية أو المنتخب.

مكانة لغريسي وسط هذه الأساطير

يمكن القول إن عبد السلام لغريسي يحتل مكانة مميزة بين المهاجمين الكبار في تاريخ المغرب. فهو ربما لم يحقق شهرة عالمية مثل صلاح الدين بصير، ولا لعب طويلًا في أوروبا مثل يوسف العربي، لكنه ترك بصمة قوية محلية وقارية مع الجيش الملكي، وكتب اسمه بأحرف من ذهب في سجل الهدافين الذين صنعوا تاريخ الكرة المغربية.




الجزء الثامن: أهم المباريات التاريخية التي لعبها عبد السلام لغريسي

المباراة النهائية لدوري أبطال إفريقيا 1985

تُعد مباراة الجيش الملكي ضد نادي أفريقيا سبور الإيفواري في نهائي دوري أبطال إفريقيا سنة 1985 من أهم المحطات في مسيرة عبد السلام لغريسي. فقد لعب دورًا محوريًا في قيادة الفريق نحو التتويج بأول لقب قاري في تاريخ الأندية المغربية. أهدافه وتمركزه المثالي أربكا الدفاع الإيفواري، وكان من أبرز نجوم اللقاء الذي منح المجد للفريق العسكري.

مباريات الكلاسيكو ضد الوداد والرجاء

المباريات ضد الوداد والرجاء كانت دائمًا تشكّل امتحانًا حقيقيًا للاعبي الجيش الملكي، وللغريسي على وجه الخصوص. فقد عرف بقدرته على التسجيل في المباريات الكبيرة، وكان كثيرًا ما يُحرج دفاعات الغريمين البيضاويين بأهداف حاسمة. الجماهير العسكرية ما زالت تتذكر أهدافه التي صنعت الفارق في مواجهات الكلاسيكو، وجعلت اسمه حاضرًا بقوة في الذاكرة الجماعية.

مباريات كأس العرش

من بين اللحظات المميزة في مسيرة لغريسي، مشاركته في عدة نهائيات لكأس العرش مع الجيش الملكي. هذه المباريات غالبًا ما كانت تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة، وكان لغريسي أحد الأوراق الرابحة للمدرب بفضل حسه التهديفي. في أكثر من مناسبة، ساعد الفريق على حصد اللقب عبر أهداف حاسمة تركت صدى كبيرًا لدى الأنصار.

مشاركاته مع المنتخب المغربي

على المستوى الدولي، خاض لغريسي مباريات مهمة مع المنتخب المغربي، سواء في التصفيات الإفريقية أو الودية الدولية. من أبرز المباريات التي تألق فيها تلك التي جمعت المغرب بمنتخبات قوية مثل الجزائر وتونس، حيث قدّم أداءً جيدًا وأكد قيمته كمهاجم قادر على مجاراة أقوى المنتخبات في القارة.

مباريات ضد الأندية الإفريقية الكبرى

خلال مسيرته مع الجيش الملكي في المسابقات الإفريقية، واجه لغريسي أندية كبيرة مثل الأهلي المصري، الزمالك، الترجي التونسي، وشبيبة القبائل الجزائري. في هذه المباريات، أظهر أنه مهاجم بمستوى قاري، إذ لم يرهبه اسم المنافس ولا ضغط الجماهير. كثيرًا ما تمكن من التسجيل أو خلق فرص خطيرة، مما جعله لاعبًا يحسب له الخصوم ألف حساب.

مباريات الوداع

آخر المباريات التي خاضها قبل الاعتزال كانت بدورها تاريخية، إذ شكّلت لحظة مؤثرة للجماهير العسكرية. فقد حرص أنصار الجيش الملكي على توديعه بأجواء خاصة، معتبرين إياه من أبرز رموز النادي. هذه المباريات الوداعية جسدت علاقة الحب الكبيرة التي ربطت لغريسي بفريقه وجماهيره.




الجزء التاسع: التحديات والصعوبات التي واجهها عبد السلام لغريسي في مسيرته

الإصابات البدنية وتأثيرها على مستواه

خلال مسيرته، واجه عبد السلام لغريسي عدة إصابات بدنية أثرت على أدائه في بعض الفترات. من أبرزها إصابات الركبة والكاحل التي تعرض لها أثناء المباريات الحاسمة. هذه الإصابات كانت تشكّل تحديًا كبيرًا، لكنها لم تثنه عن الاستمرار في التدريبات والمباريات. بالعكس، كانت دافعًا له للعمل أكثر على اللياقة البدنية واستعادة مستواه بسرعة بعد كل فترة علاج.

الضغط الجماهيري والإعلامي

كونه مهاجمًا بارزًا وهدافًا للفريق، كان لغريسي تحت ضغط جماهيري وإعلامي كبير. الجماهير كانت تنتظر منه تسجيل الأهداف في كل مباراة، ووسائل الإعلام كانت تركز على أدائه بشكل مستمر. التعامل مع هذا الضغط لم يكن سهلًا، لكنه أظهر قوة شخصيته وقدرته على التركيز داخل الملعب دون التأثر بالتوقعات الخارجية.

المنافسة الداخلية في الفريق

على الرغم من تألقه، كان لغريسي دائمًا يواجه منافسة داخلية قوية على مركز الهجوم في الجيش الملكي ومنتخب المغرب. وجود لاعبين كبار ونجوم آخرين كان يعني أنه لا يمكنه التراخي أبدًا، ويجب أن يثبت نفسه في كل مباراة. هذه المنافسة ساعدته على تطوير مهاراته وتحسين أدائه باستمرار، لكنها كانت في الوقت نفسه تحديًا نفسيًا يتطلب قوة إرادة.

الظروف المادية والفنية للكرة المغربية

خلال فترة لعبه، لم تكن الكرة المغربية تتمتع بالإمكانات الحديثة التي نراها اليوم. الملاعب كانت بسيطة، أدوات التدريب محدودة، والبنية التحتية لم تكن متطورة. كل هذه العوامل شكلت تحديًا إضافيًا للاعب طموح مثل لغريسي، لكنه تجاوز هذه الصعوبات بالإصرار والعمل الجاد، وأثبت أن الموهبة والإرادة يمكن أن تتغلب على الظروف المحدودة.

الضغوط النفسية بعد المباريات الكبرى

بعد المباريات المهمة، خاصة النهائيات القارية والمباريات ضد فرق قوية، كان لغريسي يتحمل ضغطًا نفسيًا كبيرًا نتيجة التوقعات العالية من الجماهير والإدارة. لكنه تعلم مع الوقت كيفية التحكم في التوتر والتركيز على الأداء داخل الملعب، وهو ما جعله لاعبًا متوازنًا قادرًا على تقديم أفضل مستوياته حتى في أصعب الظروف.

التحديات الإدارية والتنظيمية

العديد من لاعبي جيله واجهوا صعوبات على مستوى الإدارة والنظام في الأندية، ولغريسي لم يكن استثناءً. قرارات تأجيل المباريات، التغييرات المفاجئة في التشكيلة، والإجراءات البيروقراطية أحيانًا أثرت على تركيزه، لكنه تعامل مع هذه التحديات بصبر واحترافية، مؤكدًا أن النجاح يعتمد على التكيف مع الظروف المختلفة.

التحدي الأكبر: الاعتزال ومرحلة ما بعد اللعب

أكبر تحدي واجهه لغريسي ربما كان الاعتزال، فقد كان صعبًا الانتقال من حياة مليئة بالإثارة والنجاح إلى مرحلة جديدة تتطلب البحث عن أدوار جديدة. لكنه نجح في التحول إلى التدريب والعمل الإعلامي والمبادرات الاجتماعية، محققًا استمرارية لإرثه الكروي دون أن يفقد تأثيره على الكرة المغربية.

الجزء العاشر: أسلوب لعب عبد السلام لغريسي وتحليل مهاراته الفنية

أسلوب اللعب

عبد السلام لغريسي كان معروفًا بأسلوبه الهجومي المميز، الذي يجمع بين التمركز الذكي داخل منطقة الجزاء والقدرة على إنهاء الهجمات من لمسة واحدة. لم يكن مهاجمًا يعتمد فقط على السرعة أو القوة البدنية، بل كان لاعبًا يفكر بسرعة، يقرأ تحركات الدفاع ويعرف بالضبط متى يتحرك لإيجاد الفرصة المثالية للتسجيل.

المهارات الفنية

امتلك لغريسي مجموعة من المهارات الفنية الفريدة: تحكم ممتاز بالكرة، تسديدات دقيقة بكلتا القدمين، تمريرات ذكية لزملائه، وقدرة على تسجيل الأهداف بالرأس. هذه المهارات جعلت منه مهاجمًا متكاملًا، قادرًا على صنع الفارق في أي مباراة، سواء على المستوى المحلي أو القاري.

التحركات التكتيكية

من أبرز ما ميّز لغريسي التحركات التكتيكية داخل الملعب، إذ كان يعرف كيف يخلق مساحات لنفسه ولزملائه، ويتنقل بين خط الدفاع وخط الوسط لإفساد خطط الخصم. قدرته على قراءة المباراة جعلته لاعبًا يصعب مراقبته، حيث كان دائمًا في المكان المناسب في الوقت المناسب.

القدرة على التأقلم

كان لغريسي قادرًا على التأقلم مع أي نظام تكتيكي يلعب به الفريق، سواء كان يعتمد على الهجوم المرتد أو السيطرة على الكرة. هذه المرونة منحته ميزة إضافية، وجعل المدربين يثقون به في المواقف الصعبة والقرارات التكتيكية الحرجة.

نهاية ملهمة لمسيرة أسطورة

في النهاية، يبقى عبد السلام لغريسي رمزًا خالدًا في تاريخ الكرة المغربية. مسيرته، الممتدة من طفولته في أزقة وجدة إلى قمة التألق مع الجيش الملكي والمنتخب، تُظهر قيمة الإصرار والعمل الجاد والموهبة الحقيقية. كل هدف سجله، كل مباراة خاضها، وكل مبادرة شارك فيها بعد الاعتزال، جميعها عناصر تجعل منه مثالًا يحتذى به للأجيال الجديدة من اللاعبين المغاربة.

عبد السلام لغريسي لم يكن مجرد لاعب كرة قدم، بل كان مدرسة كاملة في الالتزام والموهبة والقيادة. إرثه سيبقى حيًا في الملاعب وفي قلوب الجماهير، وسيستمر في إلهام الشباب لتحقيق أحلامهم، مهما كانت الظروف صعبة أو التحديات كبيرة.

إنه أسطورة حقيقية، عنوان للنجاح والإبداع، ورمز لكل من يسعى لتحقيق المجد الرياضي بشرف وتواضع.


ads2

google-playkhamsatmostaqltradent