صلاح الدين بصير هداف بكل المقاييس
صلاح الدين بصير: أسطورة مغربية سطعت في سماء الكرة العالمية
الفصل الأول: النشأة والجذور
وُلِدَ صلاح الدين بصير يوم 5 سبتمبر سنة 1972 في مدينة الدار البيضاء، القلب النابض للمغرب، والمدينة التي أنجبت أجيالًا متتابعة من النجوم والأساطير الكروية.
نشأ في حي شعبي بسيط، حيث كان الأطفال لا يعرفون من ألعاب الطفولة سوى كرة مصنوعة من قماش قديم أو جلد مهترئ. كانت الكرة هي الصديق الأول لصلاح، واللغة الوحيدة التي يتقنها مع أقرانه في الأزقة الضيقة.
منذ نعومة أظافره، ظهرت فيه علامات العاشق لكرة القدم، فقد كان يقضي ساعات طويلة يركض خلف الكرة، يراوغ أصدقاءه الصغار، يحلم بأن يصبح لاعبًا كبيرًا مثل النجوم الذين كان يشاهدهم في التلفاز بالأبيض والأسود.
الدار البيضاء، تلك المدينة الصاخبة، وفرت له بيئة خصبة لبناء شخصيته. ففيها اختلط بالحياة الشعبية، وعرف معنى الكفاح، وأدرك أن النجاح لا يُمنح بل يُنتزع.
الفصل الثاني: أولى خطواته مع الرجاء البيضاوي
لم يكن غريبًا أن يجد صلاح الدين بصير نفسه منجذبًا نحو نادي الرجاء الرياضي البيضاوي، ذلك النادي العريق الذي يعتبر مدرسة حقيقية لصناعة النجوم. التحق بمدرسة الرجاء وهو في سن مبكرة، وهناك بدأ مسار تكوينه الكروي الجاد.
سرعان ما لفت أنظار مدربي الفئات الصغرى بفضل مهاراته الفنية العالية وسرعته الكبيرة أمام المرمى. لم يكن مجرد لاعب عادي، بل كان مهاجمًا بالفطرة، يعرف كيف يتمركز داخل منطقة الجزاء، وكيف يقتنص أنصاف الفرص ليحوّلها إلى أهداف.
تدرج في مختلف الفئات العمرية للرجاء حتى وصل إلى الفريق الأول، وهناك بدأت الحكاية الحقيقية. أنصار الرجاء الذين يعشقون الكرة الجميلة وجدوا في الشاب بصير مهاجمًا واعدًا يعيد للأذهان أسماء كبيرة مرّت في تاريخ النادي.
الفصل الثالث: بصير في سماء البطولة المغربية
مع انضمامه للفريق الأول للرجاء، بدأ صلاح الدين بصير يثبت أقدامه شيئًا فشيئًا. في البداية كان يشارك كبديل، لكن سرعان ما فرض نفسه لاعبًا أساسيًا بفضل غزارته التهديفية وحسه التمركزي الرائع.
الجماهير الرجاوية كانت تهتف باسمه مع كل هدف يسجله، والإعلام بدأ يتحدث عن موهبة صاعدة قد تحمل مشعل الهجوم المغربي في المستقبل.
في مباريات البطولة الوطنية، كان يشكل رعبًا لدفاعات الخصوم، إذ يتميز بالسرعة، والدقة في التسديد، والذكاء في استغلال المساحات.
خلال هذه الفترة، ساهم في تتويج الرجاء بعدة ألقاب محلية، وكان جزءًا من جيل ذهبي بدأ يصنع اسم الرجاء على الساحة الإفريقية.
الفصل الرابع: الانطلاقة نحو أوروبا
موهبته لم تكن لتبقى حبيسة البطولة المغربية. سرعان ما لفتت أنظار كشّافي الأندية الأوروبية، خصوصًا في إسبانيا وفرنسا. وكان نادي ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني هو من حظي بخدماته.
انتقاله إلى إسبانيا كان نقلة نوعية في مسيرته، إذ وجد نفسه في دوري قوي يضم أفضل اللاعبين في العالم. لكن بصير لم يرتبك، بل أظهر شجاعة كبيرة، وسرعان ما انسجم مع أجواء الليغا.
في مباريات لاكورونيا، كان المهاجم المغربي حاضرًا بأهدافه وتمريراته الحاسمة، وساهم في صناعة نتائج إيجابية للفريق. سرعته ومهاراته جعلته محبوبًا لدى الجماهير الإسبانية التي كانت تقدر اللاعبين المقاتلين والموهوبين.
الفصل الخامس: التجربة الفرنسية مع ليل
بعد تجربته في إسبانيا، واصل صلاح الدين بصير رحلته في أوروبا متنقلًا إلى الدوري الفرنسي عبر بوابة نادي ليل.
في فرنسا، أثبت مرة أخرى أنه مهاجم عالمي، حيث أبان عن مستوى عالٍ، وسجل أهدافًا حاسمة جعلته لاعبًا أساسيًا لا غنى عنه في تشكيلة الفريق.
الصحافة الفرنسية أشادت به، واعتبرته مثالًا للاعب المحترف الذي يقدم الإضافة داخل وخارج الملعب.
الفصل السادس: التجربة الخليجية – بصير وسحر الملاعب العربية
بعد تألقه في إسبانيا وفرنسا، قرر صلاح الدين بصير أن يخوض تجربة جديدة في الملاعب الخليجية، حيث كانت الأندية العربية تتسابق على استقطاب النجوم العالميين من أجل رفع مستوى بطولاتها.
انتقل إلى نادي الاتحاد السعودي، وهناك وجد حبًا جماهيريًا كبيرًا، خصوصًا أن الدوري السعودي كان في فترة ذهبية، يزخر بالنجوم المحليين والأجانب.
بصير لم يخيب الظن، فقد سجل أهدافًا جميلة، وأصبح أحد أبرز المحترفين الذين مروا على الاتحاد. الجماهير الاتحادية لا تزال تتذكر أهدافه الحاسمة، وروحه القتالية داخل المستطيل الأخضر.
بعد السعودية، كانت له أيضًا تجربة في الإمارات العربية المتحدة، حيث لعب لنادي الشارقة، وترك بصمة واضحة بفضل خبرته الكبيرة وحضوره الذهني داخل الملعب.
التجربة الخليجية كانت ناجحة على جميع المستويات، ليس فقط من حيث الأداء، بل أيضًا من حيث المكانة التي منحته إياها كأحد اللاعبين العرب الذين احترفت في أوروبا ثم عادوا ليعطوا قيمة إضافية للب–
الفصل السابع: بصير واللحظات التاريخية
من اللحظات التي لا تُنسى في مسيرة صلاح الدين بصير، تلك المباريات الحاسمة التي ساهم فيها بتأهل المنتخب المغربي إلى المونديال.
في التصفيات، كان له دور مهم بأهدافه الحاسمة وتمريراته الذكية.
كما لا يمكن إغفال العلاقة المميزة التي جمعته بالجماهير المغربية، فقد كان من اللاعبين الذين يعطون كل شيء داخل الملعب. لم يكن يعرف معنى الاستسلام، وكان يقاتل على كل كرة وكأنها الأخيرة.
الفصل التاسع: الاعتزال وبداية مرحلة جديدة
بعد سنوات طويلة من العطاء في المغرب وأوروبا والخليج، قرر صلاح الدين بصير أن يضع حدًا لمسيرته كلاعب محترف.
الاعتزال بالنسبة له لم يكن نهاية المطاف، بل بداية مرحلة جديدة، حيث توجه إلى مجالات أخرى مرتبطة بالرياضة.
اشتغل في الإدارة الرياضية، وكان له دور في اللجنة التقنية للمنتخب المغربي في بعض الفترات، كما ساهم في تأطير اللاعبين الشباب ونقل خبرته الكبيرة إلى الأجيال الجديدة.
حياته بعد الاعتزال اتسمت بالهدوء، لكنه ظل حاضرًا في المشهد الكروي من خلال مشاركته في النقاشات الرياضية، وظهوره في بعض المناسبات الكروية الكبرى.
الفصل العاشر: بصير الإنسان
وراء صلاح الدين بصير اللاعب، يوجد إنسان بسيط، متواضع، قريب من الناس.
عرف عنه احترامه للجماهير، وتقديره الكبير لزملائه في الميدان.
كان رجلًا عائليًا يهتم كثيرًا بأسرته، ويمنح وقتًا كبيرًا لأولاده وزوجته.
قصصه مع زملائه تشهد على شخصيته المرحة وروحه الطيبة، وهو ما جعله محبوبًا ليس فقط من طرف الجماهير، بل أيضًا من طرف جميع من عرفوه عن قرب.
الفصل الحادي عشر: الإرث الكروي
صلاح الدين بصير يُعتبر اليوم واحدًا من أفضل المهاجمين في تاريخ الكرة المغربية.
أهدافه مع المنتخب ستظل محفورة في الذاكرة، خصوصًا في مونديال فرنسا 1998.
كما أن مسيرته الاحترافية في أوروبا تظل مثالًا للاعب المغربي الذي استطاع أن يفرض نفسه في دوريات قوية مثل الليغا الإسبانية والليغ 1 الفرنسية.
الفصل الثاني عشر: البدايات مع الرجاء البيضاوي – الحلم الذي أصبح حقيقة
منذ نعومة أظافره، كان صلاح الدين بصير يحلم بأن يرتدي قميص الرجاء الرياضي البيضاوي، النادي الذي تربى على حبه في أزقة الدار البيضاء.
في بداية التسعينيات، أتيحت له الفرصة ليصبح واحدًا من أبناء الفريق الأول.
كانت تلك الفترة عصيبة على أي لاعب شاب، فالمنافسة في الرجاء كانت قوية، والفريق يضم لاعبين كبارًا، لكن بصير لم يستسلم.
كان يتدرب بجد، يصل إلى الملعب قبل زملائه، ويغادر آخر واحد. تدريجيًا، بدأ يلفت الأنظار بفضل سرعته الفائقة وحسه التهديفي.
في موسم 1991-1992، تمكن من فرض نفسه، وسجل أهدافًا حاسمة ساعدت الرجاء على حصد النقاط.
الجماهير بدأت تتغنى باسمه في مدرجات "المركب الرياضي محمد الخامس".
في إحدى المباريات ضد الوداد، الغريم التقليدي، دخل صلاح الدين بصير التاريخ، حين سجل هدفًا رائعًا بمهارة فردية جعلت الجماهير الرجاوية تهتف باسمه لساعات بعد اللقاء.
ذلك الهدف كان بداية قصة عشق بينه وبين عشاق النسور الخضر.
🟢 الفصل الثالث عشر: التألق القاري مع الرجاء – من المحلية إلى القارة
لم يقتصر دور صلاح الدين بصير على الدوري المغربي، بل امتد إلى المنافسات القارية.
في دوري أبطال إفريقيا (التي كانت تُعرف آنذاك بالكأس الإفريقية للأندية البطلة)، أظهر بصير وجهًا عالميًا.
في إحدى المباريات القارية ضد فريق مصري كبير، تمكن بصير من تسجيل هدفين، أحدهما برأسية قوية والثاني بتسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء.
وسائل الإعلام الإفريقية بدأت تتحدث عنه باعتباره مهاجمًا واعدًا قادرًا على حمل لواء الكرة المغربية.
إسهاماته مع الرجاء جعلت الفريق يعود بقوة إلى المنافسة القارية، وأصبح بصير أحد العناصر الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها.
🔴 الفصل الرابع عشر: الانتقال إلى ديبورتيفو لاكورونيا – مغامرة أوروبية
عام 1995، جاء العرض الكبير من إسبانيا: ديبورتيفو لاكورونيا يريد التعاقد مع المهاجم المغربي.
كان ذلك بمثابة الحلم، فالدوري الإسباني يُعد واحدًا من أقوى الدوريات في العالم، يضم نجومًا كبارًا مثل رونالدو "الظاهرة"، راؤول، لويس إنريكي وغيرهم.
انتقل بصير إلى "الليغا"، وهناك واجه تحديًا من نوع خاص: لغة جديدة، ثقافة مختلفة، منافسة شرسة.
لكن كما عوّد الجميع، لم يتراجع.
في أول مباراة له مع ديبورتيفو، نزل بديلًا وسجل هدفًا جعل المدرجات تنفجر فرحًا.
في موسم 1995-1996، سجل بصير عدة أهداف مؤثرة، وأصبح حديث الصحافة الإسبانية.
معلقو القنوات الإسبانية كانوا يصفونه بـ "المغربي الطائر"، نظرًا لسرعته الخارقة ومهارته في المراوغة.
أهم إنجاز له مع ديبورتيفو كان في بطولة كأس الملك، حيث ساهم بأهدافه وتمريراته الحاسمة في وصول الفريق إلى أدوار متقدمة.
⚪️ الفصل الخامس عشر: التجربة الفرنسية – مع ليل وأولمبيك مارسيليا
بعد سنتين في إسبانيا، خاض صلاح الدين بصير تجربة جديدة في فرنسا.
انتقل إلى نادي ليل، وهناك واصل تألقه. الدوري الفرنسي كان يزخر بالنجوم الأفارقة، وكان بصير واحدًا من أبرزهم.
مع ليل، كان دائمًا حاضرًا في التشكيلة الأساسية، وسجل أهدافًا جميلة، أبرزها هدف ضد باريس سان جيرمان حين تجاوز المدافع بكعب رائع وسدد في الزاوية البعيدة.
ذلك الهدف جعل الصحف الفرنسية تشيد به وتضعه ضمن أبرز المهاجمين في الدوري.
في فترة لاحقة، لعب أيضًا مع أولمبيك مارسيليا، أحد أكبر الأندية الفرنسية.
ارتداء قميص مارسيليا كان شرفًا كبيرًا، فالنادي له تاريخ عريق في أوروبا، وجماهيره عاشقة لكرة القدم.
ورغم المنافسة الشرسة، نجح بصير في ترك بصمة قوية.
🟡 الفصل السادس عشر: البطولة السعودية – الاتحاد والعشق الجماهيري
بعد مسيرة ناجحة في أوروبا، انتقل بصير إلى نادي الاتحاد السعودي.
هناك، وجد نفسه وسط أجواء جماهيرية لا تقل حرارة عن المغرب.
الدوري السعودي كان في أوجه، والاتحاد فريق كبير ينافس على جميع البطولات.
بصير أصبح سريعًا أحد نجوم الفريق، وسجل أهدافًا جعلت الجماهير تطلق عليه لقب "القناص".
إحدى مبارياته الشهيرة كانت ضد الهلال، حيث سجل هدفًا رائعًا في الدقيقة الأخيرة، مانحًا فريقه الفوز.
ذلك الهدف لا يزال حاضرًا في ذاكرة الجماهير الاتحادية.
⚽️ الفصل السابع عشر: المنتخب المغربي – الحلم العالمي
إذا كان بصير قد تألق مع الأندية، فإن قميص المنتخب المغربي أعطاه بريقًا خاصًا.
شارك في كأس العالم 1998 بفرنسا، وهناك قدم واحدًا من أفضل عروضه على الإطلاق.
مباراة المغرب ضد اسكتلندا كانت لحظة تاريخية: صلاح الدين بصير يسجل هدفًا بمهارة عالية بعد انطلاقة سريعة وتسديدة قوية.
ذلك الهدف جعل المعلقين يقولون: "إنه الأسد الذي لا يرحم أمام المرمى".
رغم أن المنتخب المغربي لم يتأهل للدور الثاني بسبب خسارة مؤلمة للمنتخب النرويجي، إلا أن بصير خرج من المونديال مرفوع الرأس.
أهدافه وروحه القتالية جعلت منه أيقونة لجيل كامل من المغاربة.
📝 الفصل الثامن عشر: الاعتزال والعودة إلى خدمة الوطن
مع تقدمه في السن، قرر صلاح الدين بصير إنهاء مسيرته الكروية.
لكنه لم يبتعد عن كرة القدم.
عمل في الإدارة التقنية للمنتخب المغربي، وساهم في برامج تطوير اللاعبين الشباب.
ظل دائمًا حاضرًا في الساحة الرياضية، سواء كمحلل أو مستشار، وظل اسمه مرتبطًا بالكرة المغربية.
🌟 الفصل التاسع عشر: بصير الإنسان – وراء الأسطورة
بعيدًا عن الملاعب، كان بصير شخصًا بسيطًا، متواضعًا، محبوبًا من الجميع.
قريب من عائلته، محب لأصدقائه، يضحك دائمًا، ويزرع الفرح في من حوله.
الكثير من زملائه يشهدون أنه كان لاعبًا "محترمًا داخل وخارج الملعب".
وهذا ما زاد من قيمته، ليس فقط كلاعب، بل كإنسان.
🏆 الفصل العشرون: الإرث – بصير في قلوب المغاربة
اليوم، وبعد مرور سنوات طويلة على اعتزاله، لا يزال اسم صلاح الدين بصير حاضرًا بقوة.
أهدافه مع الرجاء والمنتخب، تجاربه الأوروبية، إنجازاته مع الاتحاد، كلها جعلته جزءًا من تاريخ كرة القدم المغربية.
لقد ترك إرثًا رياضيًا كبيرًا، وأصبح قدوة لكل شاب يحلم بأن يسير على خطاه.
الفصل الحادي والعشرون: المنتخب المغربي وتصفيات كأس العالم 1998
لم يكن صلاح الدين بصير مجرد مهاجم بارع في الأندية، بل كان واحدًا من أعمدة المنتخب المغربي خلال فترة ذهبية من تاريخ الكرة الوطنية.
في منتصف التسعينيات، كانت الجماهير المغربية متعطشة لرؤية الأسود يعودون إلى الواجهة العالمية بعد المشاركة في مونديال 1994.
وهنا برز اسم بصير بقوة، فقد كان الحل الهجومي الذي اعتمد عليه المدرب هنري ميشيل في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم فرنسا 1998.
دخل المغرب مجموعة صعبة ضمت منتخبات قوية، مثل مصر، وزامبيا، وساحل العاج.
كانت كل مباراة بمثابة معركة، والجماهير تملأ المدرجات بالآلاف، ترفع الأعلام وتغني للأبطال.
في إحدى المباريات الشهيرة ضد المنتخب المصري في القاهرة، وقف بصير شامخًا أمام الضغط الجماهيري الرهيب.
رغم الصعوبات، قاد هجوم الأسود ببسالة، وكان مصدر إزعاج دائم لدفاع الفراعنة.
وإن لم يسجل، فقد كان وراء العديد من الفرص التي صنعت الفارق.
أما المباراة الأهم، فكانت ضد زامبيا في الدار البيضاء.
الجماهير احتشدت بالآلاف في مركب محمد الخامس، تتنفس الحماس، تنتظر الانتصار الذي سيضع المغرب على أعتاب المونديال.
وهناك، لمع نجم صلاح الدين بصير، فسجل هدفًا رائعًا بعد انطلاقة من الجهة اليمنى، ليتحول الملعب إلى بركان من الفرح.
ذلك الهدف كان خطوة حاسمة نحو فرنسا.
⚽️ الفصل الثاني والعشرون: مونديال فرنسا 1998 – المجد العالمي
حين حل صيف 1998، كان الحلم قد تحقق: المنتخب المغربي حاضر في كأس العالم بفرنسا، وجماهيره تغني من الدار البيضاء إلى باريس.
صلاح الدين بصير كان في قمة مستواه، جاهزًا لتقديم أروع العروض.
🇲🇦 مباراة المغرب × النرويج
أولى المباريات جمعت الأسود بمنتخب النرويج.
دخل بصير أساسياً، ومنذ اللحظة الأولى أظهر حماسه.
ركض، ضغط، قاتل على كل كرة.
رغم أن المباراة انتهت بالتعادل، إلا أن بصير قدم أداءً ممتازًا جعل الصحافة الأوروبية تشيد به.
🇲🇦 مباراة المغرب × البرازيل
المباراة الثانية كانت الأصعب: مواجهة السامبا البرازيلية بقيادة رونالدو "الظاهرة".
ورغم الهزيمة بثلاثية، إلا أن صلاح الدين بصير لم يتراجع، بل أظهر شخصية قوية أمام دفاع برازيلي عالمي.
لقد كسب احترام الجميع، وأثبت أن المهاجم المغربي قادر على مقارعة الكبار.
🇲🇦 مباراة المغرب × اسكتلندا – الليلة الخالدة
ثم جاءت اللحظة التاريخية…
المغرب ضد اسكتلندا، مباراة لا تُنسى في ليون.
كان الأسود بحاجة للفوز للحفاظ على أمل التأهل، والجماهير المغربية في المدرجات تهتف وتشجع بلا توقف.
في الدقيقة 22، استلم صلاح الدين بصير كرة جميلة، انطلق بسرعة صاروخية، راوغ المدافع، ثم سدد بقوة لتسكن الكرة الشباك.
هدف عالمي جعل المعلق يصيح: "يا له من أسد مغربي!"
ولم يتوقف عند ذلك… في الدقيقة 85، حين كانت المباراة توشك على نهايتها، استغل بصير كرة مرتدة، ليضعها ببرودة أعصاب في المرمى، محققًا الثنائية التاريخية.
انتهت المباراة بفوز المغرب 3-0، وكان بطلها بلا منازع: صلاح الدين بصير.
ورغم أن التأهل ضاع بسبب نتيجة مباراة البرازيل والنرويج، إلا أن بصير خرج من البطولة بطلاً قومياً، وأحد أبرز مهاجمي المونديال.
📝 الفصل الثالث والعشرون: ما بعد المونديال – نجم عالمي
بعد كأس العالم، أصبح اسم صلاح الدين بصير على لسان الجميع.
الصحافة العالمية تحدثت عن "المغربي الطائر"، والعديد من الأندية الأوروبية أبدت رغبتها في التعاقد معه.
لكنه اختار بحكمة وجهاته القادمة، ليوازن بين النجاح الرياضي والاستقرار الشخصي.
الفصل الرابع والعشرون: ما بعد مونديال 1998 – نجم في سماء الكرة العالمية
بعد تألقه المذهل في مونديال فرنسا 1998، عاد صلاح الدين بصير إلى المغرب وسط استقبال الأبطال.
الجماهير المغربية لم تنس ثنائيته التاريخية في شباك اسكتلندا، والتي خلدت اسمه إلى الأبد.
أصبح في أعين الشباب مثالًا حيًا على أن العمل والاجتهاد يفتحان أبواب العالمية.
وفي تلك الفترة، تلقى بصير عدة عروض من أندية أوروبية بارزة، بعضها من إسبانيا، وبعضها من فرنسا وحتى من الدوري الإيطالي.
لكن اختياراته كانت دائمًا مدروسة، إذ لم يكن يبحث فقط عن الشهرة، بل عن بيئة مناسبة يواصل فيها التألق.
⚽️ الفصل الخامس والعشرون: المنتخب المغربي وكأس إفريقيا 2000
دخل المنتخب المغربي تصفيات كأس إفريقيا 2000 بغانا ونيجيريا وهو يحمل معه جيلًا ذهبيًا من اللاعبين.
كان بصير واحدًا من الأعمدة الأساسية، يقود الهجوم بجرأة، ويمنح زملاءه الثقة بخبرته العالمية.
في التصفيات، سجل بصير أهدافًا حاسمة، أبرزها ضد منتخب تونس، حيث استلم كرة من مصطفى حجّي وسددها بقوة في شباك الحارس التونسي.
ذلك الهدف ضمن للمغرب بطاقة التأهل إلى النهائيات.
وفي البطولة نفسها، واصل بصير تقديم عروض جيدة، لكنه واجه صعوبة بسبب إصابات متكررة أثرت على جاهزيته.
ورغم ذلك، ظل حاضرًا بروحه القتالية، يركض بلا كلل، ويدعم زملاءه.
🟡 الفصل السادس والعشرون: التجربة الخليجية – الاتحاد السعودي والعشق الجماهيري
بعد سنوات في أوروبا، قرر بصير خوض تجربة جديدة في الخليج العربي، وتحديدًا مع نادي الاتحاد السعودي.
كانت خطوة مهمة في مسيرته، إذ وجد هناك أجواءً جماهيرية مشابهة لما عاشه مع الرجاء البيضاوي.
الجماهير الاتحادية أحبته منذ أول مباراة، حين سجل هدفًا رائعًا ضد فريق الهلال في كلاسيكو مثير.
أصبح اسمه يهتف به عشرات الآلاف في مدرجات جدة، ولقبوه بـ"القناص المغربي".
مع الاتحاد، توج بصير بعدة ألقاب محلية وقارية، وساهم في رفع مكانة النادي آسيويًا.
وكان دائمًا حاضرًا في المباريات الكبيرة، يسجل، يصنع، ويقود فريقه بروح البطل.
🔵 الفصل السابع والعشرون: تجربة أخرى في الخليج – الإمارات
لم تتوقف رحلة بصير عند السعودية، بل واصل مشواره في الخليج من بوابة الإمارات.
لعب مع أحد الأندية الإماراتية وترك بصمته سريعًا، بأهدافه الحاسمة وحضوره القوي داخل الملعب.
ورغم أن الفترة كانت أقصر نسبيًا من تجربته في الاتحاد، إلا أنها أكسبته خبرة إضافية وجعلته أكثر قربًا من الجماهير الخليجية عمومًا.
⚪️ الفصل الثامن والعشرون: بداية مرحلة الاعتزال
مع مطلع الألفية الجديدة، بدأ صلاح الدين بصير يفكر في مستقبله بعد كرة القدم.
الإصابات بدأت تلاحقه، والجسد الذي أعطى الكثير بدأ يرسل إشارات التعب.
لكنه لم يرد أن يبتعد فجأة.
فواصل اللعب لعدة مواسم إضافية، محافظًا على مستواه قدر الإمكان، ومساندًا زملاءه الأصغر سنًا، قبل أن يعلن في النهاية اعتزاله اللعب نهائيًا.
🌟 الفصل التاسع والعشرون: إرث لا يُمحى
عندما اعتزل بصير، لم يكن مجرد لاعب يودع الملاعب، بل كان أسطورة حيّة تركت بصمتها في كل مكان:
-
مع الرجاء البيضاوي حيث بدأ الحلم.
-
مع ديبورتيفو لاكورونيا وليل ومارسيليا حيث أثبت أن المغربي قادر على النجاح في أوروبا.
-
مع الاتحاد السعودي حيث حصد الألقاب وألهب المدرجات.
-
ومع المنتخب المغربي حيث كتب التاريخ في كأس العالم 1998.
كل هذه المحطات صنعت من صلاح الدين بصير أيقونة لن تُنسى في كرة القدم المغربية.