recent
أخبار ساخنة

يوسف النصيري: الحكاية الكاملة لمسيرة نجم مغربي في سماء كرة القدم

يوسف النصيري: الحكاية الكاملة لمسيرة نجم مغربي في سماء كرة القدم

يوسف النصيري: الحكاية الكاملة لمسيرة نجم مغربي في سماء كرة القدم




 يوسف النصيري هو مهاجم منتخب المغرب ونادي فنربخشة التركي، وُلد في 1 يونيو 1997 بمدينة فاس. يُعتبر من أبرز المهاجمين في تاريخ الكرة المغربية، وحقق إنجازات كبيرة على الصعيدين المحلي والدولي.🧬 النشأة والبداية

بدأ النصيري مسيرته الكروية في نادي المغرب الفاسي، ثم انضم إلى أكاديمية محمد السادس لكرة القدم عام 2011، حيث صقل مهاراته تحت إشراف المدرب ناصر لارغيت. في صيف 2015، انتقل إلى نادي ملقة الإسباني، حيث بدأ مسيرته الاحترافية في الدوري الإسباني. سجل هدفه الأول في الدوري الإسباني مع ملقة في سبتمبر 2016. 

⚽ المسيرة الاحترافية

بعد فترة مع ملقة، انتقل النصيري إلى نادي ليغانيس في صيف 2018، حيث تألق وسجل أهدافًا مميزة. في يناير 2020، انضم إلى نادي إشبيلية الإسباني مقابل 20 مليون يورو، ليصبح أحد أبرز مهاجمي الفريق. في صيف 2024، انتقل إلى نادي فنربخشة التركي في صفقة تاريخية بلغت قيمتها 19.5 مليون يورو، ليُصبح أغلى لاعب في تاريخ النادي التركي. 

🌍 المسيرة الدولية

انضم النصيري إلى المنتخب المغربي في عام 2016، وشارك في عدة بطولات دولية، منها:

  • كأس العالم 2018 في روسيا.

  • كأس العالم 2022 في قطر، حيث سجل هدفًا في مرمى البرتغال في ربع النهائي، ليُصبح أول لاعب مغربي يسجل في نسختين من كأس العالم. 

  • كأس أمم أفريقيا 2017، 2019، 2021 و2023.

حتى سبتمبر 2025، شارك النصيري في 82 مباراة دولية وسجل 24 هدفًا، مما يجعله أحد أبرز الهدافين في تاريخ المنتخب المغربي. 

🏆 الألقاب والإنجازات

  • دوري كأس الأمم الأفريقية 2023.

  • دوري أبطال أوروبا 2020.

  • دوري أبطال أوروبا 2023.

  • دوري أبطال أوروبا 2023.

🧠 أسلوب اللعب

يُعرف النصيري بسرعته الفائقة، وقفزاته العالية، وقدرته على الضغط واسترجاع الكرة، مما يجعله مهاجمًا متكاملًا. يُلقب بـ"الفتى الطائر" بفضل قفزاته المميزة، خاصة في المباريات الدولية.

🙏 القيم الشخصية

قبل كل مباراة، يحرص النصيري على قراءة القرآن الكريم، مما يمنحه راحة نفسية كبيرة ويزيد من تركيزه أثناء اللعب. 




يوسف النصيري: الحكاية الكاملة لمسيرة نجم مغربي في سماء كرة القدم

منذ فجر كرة القدم في المغرب، لم يتوقف هذا البلد عن إنجاب المواهب التي أبهرت العالم بمهاراتها وأخلاقها وشغفها الكبير باللعبة. من أحمد فرس، إلى عزيز بودربالة، ثم صلاح الدين بصير، إلى مصطفى حاجي، وصولًا إلى جيل الأساطير الجدد مثل حكيم زياش وأشرف حكيمي، كانت كرة القدم المغربية دائمًا مليئة بالقصص الملهمة. وفي هذا السرد الطويل، الذي يتجاوز مجرد سيرة ذاتية، سنغوص في تفاصيل حياة ومسيرة أحد هؤلاء النجوم الذين تركوا بصمتهم الكبيرة في الكرة العالمية: يوسف النصيري.


الطفولة والبدايات الأولى

ولد يوسف النصيري في مدينة فاس المغربية بتاريخ 1 يونيو 1997. مدينة فاس ليست مجرد مدينة عادية؛ إنها عاصمة علمية وحضارية وتاريخية للمغرب، ذات أزقة عتيقة، ومساجد تاريخية، وأسواق شعبية مزدحمة. في هذا الجو العابق بالتقاليد، نشأ يوسف، وسط أسرة مغربية بسيطة، تعلّمت الصبر والاجتهاد كأسلوب حياة.

منذ طفولته، كان يوسف مولعًا بالكرة. لم يكن يملك كرة حقيقية دائمًا، فكان يستعمل كرات بلاستيكية رخيصة أو حتى قطعًا من القماش يلفها لتشكل كرة بدائية. أزقة فاس الضيقة كانت ملعبه الأول، وأصدقاء الحي كانوا أول من عرفوا شغفه الجنوني بالكرة.

والده، رجل بسيط لكنه شديد الإيمان بالعلم والانضباط، كان يرى أن التعليم يجب أن يكون الأولوية. ورغم ذلك، لم يكن يعارض شغف يوسف بالكرة، بل حاول أن يوازن بين رغبة ابنه وبين ما يراه صالحًا لمستقبله. والدته من جهتها، كانت أكثر تشجيعًا، فهي من الأمهات المغربيات اللواتي يؤمنّ بأن الموهبة إذا لم تُصقل ستضيع.

منذ سن صغيرة، كان يوسف يلفت الانتباه بسرعة جريه، طوله اللافت بالنسبة لعمره، وقدرته على القفز عاليًا بشكل مدهش. هذه الصفات البدنية جعلت مدربي الأحياء يرون فيه شيئًا مختلفًا عن باقي أقرانه.


الالتحاق بأكاديمية محمد السادس

في بدايات الألفية، كان المغرب يعيش نقلة نوعية في تكوين اللاعبين الشباب، بفضل تأسيس أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي أصبحت منجمًا لصناعة النجوم. يوسف النصيري كان أحد المحظوظين الذين التحقوا بهذه الأكاديمية.

كانت الأكاديمية بمثابة عالم جديد بالنسبة له: ملاعب حديثة، معدات متطورة، مدربين أوروبيين ومغاربة ذوي كفاءة عالية، وانضباط صارم في السلوك والتدريب والدراسة. هناك، بدأ يوسف يكتشف عالم الاحتراف الحقيقي.

في الأكاديمية، لم يكن يوسف مجرد لاعب آخر. المدربون لاحظوا بسرعة قدراته الاستثنائية في التحرك بدون كرة، وحسن تمركزه داخل منطقة الجزاء، ورغبته الدائمة في التسجيل. كان يقضي ساعات طويلة في التدريبات الإضافية، يطلب من المدربين توجيهه بشكل فردي، ويعيد نفس الحركة عشرات المرات حتى يتقنها.

كما أن شخصيته الهادئة، وتواضعه في التعامل مع زملائه، جعلته محبوبًا داخل الأكاديمية. لكنه كان يملك جانبًا آخر من شخصيته: طموحًا لا يُحد. لم يكن يرضى بأن يكون لاعبًا عاديًا، بل كان يحلم بأن يصبح نجمًا عالميًا يرفع راية المغرب عاليًا في الملاعب الأوروبية.


البوابة إلى أوروبا

بفضل الأكاديمية، حصل النصيري على فرصة ذهبية للانتقال إلى أوروبا. كانت الأندية الإسبانية تراقبه، خاصة أنه كان يتمتع بخصائص بدنية وفنية تناسب الكرة الإسبانية التي تبحث دائمًا عن مهاجمين يجمعون بين السرعة والقوة والفعالية أمام المرمى.

في عام 2015، وهو لم يتجاوز الثامنة عشرة، وقع مع نادي مالقا الإسباني. بالنسبة ليوسف، كان الانتقال إلى إسبانيا أشبه بحلم تحول إلى واقع. مدينة جديدة، لغة جديدة، ثقافة جديدة، لكنه كان مستعدًا للتحدي.

في مالقا، واجه صعوبات كبيرة في البداية: صعوبة التواصل باللغة الإسبانية، اختلاف أسلوب الحياة، والبعد عن العائلة. لكنه لم يستسلم. كان يقضي وقتًا طويلًا في تعلم اللغة، وفي الوقت نفسه يضاعف مجهوده في التدريبات.


البداية مع مالقا

في مالقا، بدأ يوسف مسيرته الاحترافية في الفريق الرديف، حيث لفت الأنظار بسرعته وقدرته على التسجيل. لم تمضِ فترة طويلة حتى تمت المناداة عليه للفريق الأول.

لحظة دخوله لأول مرة ملعب "لا روزاليدا" بقميص مالقا كانت نقطة تحول في حياته. كان ذلك بمثابة تتويج لتضحياته هو وعائلته. لم يكن مجرد ظهور عابر، بل أثبت نفسه بسرعة، وسجل أهدافًا حاسمة جعلت الجمهور يصفق له بحرارة.





الانتقال إلى ليغانيس: محطة التألق الأولى

بعد موسمين قضاهما في مالقا، بدأت أسهم يوسف النصيري ترتفع داخل الدوري الإسباني. صحيح أنه لم يكن المهاجم الأساسي الدائم، لكنه أثبت أنه مهاجم لا يعرف الاستسلام. كلما دخل كبديل، أحدث الفارق. سرعته، انقضاضه على الكرات العرضية، قدرته على استغلال أنصاف الفرص، جعلت اسمه يتردد بين جماهير "لا ليغا".

في صيف 2018، جاء عرض من نادي ليغانيس، النادي المتواضع الذي كان يصارع دائمًا للبقاء في القسم الأول. كان القرار صعبًا: هل يترك مالقا حيث صنع اسمه الأول، أم يخوض مغامرة جديدة في فريق مختلف؟ يوسف، بطموحه الكبير، لم يتردد. كان يرى أن الانتقال إلى ليغانيس سيفتح أمامه المجال ليصبح المهاجم الأساسي، وليُظهر قدراته كاملة.

وبالفعل، كان انتقاله إلى ليغانيس نقطة انطلاق جديدة. هناك، أصبح "النصيري" مهاجم الفريق الأول بلا منازع. سجل أهدافًا مؤثرة ضد فرق كبيرة مثل برشلونة وريال مدريد، وكان يرهق المدافعين بتحركاته الذكية.

الجماهير بدأت تردد اسمه في المدرجات، ووسائل الإعلام الإسبانية بدأت تعتبره من أبرز المهاجمين الشباب في الليغا. والأهم، أنه لفت أنظار الكشافين الكبار، خاصة من الأندية المشاركة في دوري أبطال أوروبا.


حلم إشبيلية يتحقق

عام 2020، تلقى يوسف النصيري عرضًا لا يُرفض من نادي إشبيلية، أحد أكبر أندية إسبانيا وأوروبا. إشبيلية لم يكن مجرد فريق آخر؛ بل كان ناديًا له تاريخ طويل في البطولات الأوروبية، خاصة الدوري الأوروبي.

انضمامه إلى الفريق الأندلسي كان بمثابة خطوة نحو المجد. في إشبيلية، وجد نفسه في بيئة احترافية أكبر، منافسة شديدة بين لاعبين عالميين، وضغط جماهيري كبير. لكن النصيري لم يرتبك. منذ أولى مبارياته، أظهر أنه يستحق القميص الأبيض والأحمر.

في موسم 2020-2021، عاش النصيري أفضل مواسمه على الإطلاق. سجل 24 هدفًا في جميع المسابقات، منها 6 أهداف في دوري أبطال أوروبا، ليصبح هداف الفريق وأحد أبرز المهاجمين في أوروبا. ثلاثيته التاريخية (هاتريك) ضد بوروسيا دورتموند جعلت اسمه يتردد في الصحافة العالمية.

الجماهير الأندلسية أحبته بسرعة، ليس فقط لأنه يسجل الأهداف، بل لأنه يقاتل من أجل كل كرة، يجري بلا كلل، ويلعب بروح جماعية عالية. أصبحوا يلقبونه بـ"الأسد المغربي"، في إشارة إلى انتمائه لأسود الأطلس.


النصيري مع المنتخب المغربي

منذ بداياته، كان يوسف النصيري حاضرًا في المنتخب المغربي. شارك مع الفئات السنية، ثم مع المنتخب الأولمبي، قبل أن ينضم إلى المنتخب الأول.

أول ظهور رسمي له كان سنة 2016، حين استدعاه المدرب الفرنسي هيرفي رونار. وفي كأس أمم إفريقيا 2017، سجل هدفًا رائعًا ضد منتخب توغو، لتبدأ قصته مع الأهداف القارية.

لكن أبرز لحظاته مع المنتخب جاءت في كأس العالم 2018 في روسيا، حين سجل هدفًا ضد إسبانيا برأسية قوية في مرمى دافيد دي خيا. ذلك الهدف جعله في الواجهة العالمية، خاصة أن المباراة كانت ضد منتخب كبير، وفي بطولة يتابعها الملايين حول العالم.

ثم جاء كأس العالم 2022 في قطر، حيث كتب النصيري التاريخ مع جيله الذهبي. في مباراة ربع النهائي ضد البرتغال، صعد عاليًا فوق المدافعين، وارتقى في الهواء بشكل أسطوري ليودع الكرة في شباك الحارس ديوغو كوستا. ذلك الهدف لم يكن عاديًا؛ كان هدف العبور إلى نصف النهائي، ليصبح المغرب أول منتخب إفريقي وعربي يصل إلى هذا الدور.

صورته وهو يحلق في الهواء، وعلق المعلقون على قفزته التي فاقت ارتفاع كريستيانو رونالدو الشهير، ستبقى خالدة في ذاكرة كرة القدم العالمية.


الجانب الشخصي والإنساني

بعيدًا عن الملاعب، يوسف النصيري شخص هادئ، متواضع، لا يحب الأضواء المفرطة. رغم شهرته ونجاحه، ما زال مرتبطًا بعائلته في فاس. يزورهم باستمرار، ويحرص على أن يرد الجميل لوالديه اللذين دعماه منذ الطفولة.

كما أنه معروف بأعماله الخيرية. في عدة مناسبات، تبرع لأحياء فقيرة في المغرب، وساهم في دعم مستشفيات محلية. يرفض التباهي بما يقدمه، لكنه يؤمن بأن "اللاعب الكبير ليس من يسجل فقط، بل من يساهم في إسعاد الناس خارج الميدان".

يوسف أيضًا مثال في الالتزام. لا يُعرف عنه أي سلوك مثير للجدل خارج الملعب، يحافظ على حياته الخاصة بعيدًا عن الإعلام، ويركز بشكل كامل على مسيرته الرياضية.


أسلوب لعبه

ما يميز النصيري ليس فقط تسجيل الأهداف، بل طريقة لعبه:

  • السرعة الكبيرة: رغم طوله (1.89م)، إلا أنه سريع بشكل لافت.

  • القفز العالي: قدرته على ضرب الكرات الرأسية تجعله خطيرًا جدًا في الكرات الثابتة.

  • المثابرة: يضغط على المدافعين والحراس بلا توقف.

  • التمركز الذكي: يعرف دائمًا أين يقف ليستغل أي فرصة.


يوسف النصيري: رمز جيل جديد

اليوم، يوسف النصيري ليس مجرد لاعب. إنه رمز لجيل مغربي جديد يؤمن بأن الحلم ممكن، وأن الوصول إلى القمة يحتاج إلى صبر، عمل، وإصرار. قصته من شوارع فاس إلى ملاعب دوري الأبطال تلخص رحلة كفاح لا تُنسى.




يوسف النصيري من الطفولة إلى العالمية

ولد يوسف النصيري في مدينة فاس المغربية عام 1997 وسط عائلة متواضعة الحال، نشأ في أزقة وأحياء شعبية حيث كانت كرة القدم المتنفس الأكبر للأطفال والشباب. منذ طفولته كان يحمل الكرة في كل مكان، يركض بها في الأزقة الضيقة ويلعب مع أصدقائه لساعات طويلة. أسرته لم تكن ثرية لكنها كانت غنية بالحب والدعم، فقد كان والده دائم التشجيع له، ووالدته ترى فيه حلمًا سيكبر مع الأيام. النصيري كان عاشقًا لكرة القدم إلى حد الجنون، وكان يقول دومًا إنه لن يتوقف حتى يصبح لاعبًا كبيرًا يرتدي قميص المنتخب الوطني.

البدايات مع أكاديمية محمد السادس

في سن مبكرة التحق النصيري بأكاديمية محمد السادس لكرة القدم التي تعد إحدى أهم بوابات النجوم المغاربة نحو الاحتراف. هناك وجد التدريب الحديث، والانضباط، والصرامة، فتعلم كيف يكون لاعبًا محترفًا منذ نعومة أظافره. كان يقضي ساعات طويلة في التدريبات، يتعلم فنون التمركز، كيفية التسديد، والتحكم في الكرة. المدربون كانوا يدركون أنه مختلف عن البقية، فكانوا يصفونه بالمهاجم الواعد القادر على كتابة اسمه في تاريخ الكرة المغربية. ومع مرور الوقت بدأ اسمه يتردد بين كشافة الأندية الأوروبية.

الانتقال إلى مالقا

عام 2015، جاءت فرصة العمر عندما تعاقد نادي مالقا الإسباني مع النصيري، ليبدأ رحلة الاحتراف في سن صغيرة. الانتقال لم يكن سهلًا، فقد وجد نفسه في بلد جديد، لغة مختلفة، وثقافة مغايرة، لكن إصراره كان أقوى من أي صعوبات. في مالقا، عمل بجد لإثبات نفسه، وسرعان ما حصل على فرصته مع الفريق الأول. لعب أول مباراة له أمام جماهير الليغا وسط دهشة الجميع من سرعة تأقلمه. سجل أهدافًا حاسمة جعلت الصحافة الإسبانية تتحدث عن المهاجم المغربي الشاب الذي يملك موهبة واعدة ومستقبلًا مشرقًا.

محطة ليغانيس

بعد تجربته الأولى، انتقل النصيري إلى ليغانيس عام 2018، وهناك أصبح المهاجم الأول للفريق. في ليغانيس تألق بشكل لافت، فسجل أهدافًا ضد أندية كبيرة مثل برشلونة وريال مدريد، وكان كابوسًا للمدافعين. عرف كيف يستغل كل كرة، وكيف يربك الخصوم بسرعته وقوته البدنية. سرعان ما أصبح معشوق الجماهير التي هتفت باسمه في المدرجات. هذا التألق جذب أنظار الأندية الكبرى، وكان على موعد مع نقلة نوعية جديدة في مسيرته.

التألق مع إشبيلية

عام 2020 انتقل النصيري إلى نادي إشبيلية الإسباني، واحد من أعرق الأندية الأوروبية، وهناك كتب فصولًا جديدة من مسيرته المضيئة. في موسمه الأول أثبت أنه صفقة ناجحة، وفي موسم 2020-2021 قدم أفضل أداء له على الإطلاق، حيث سجل أكثر من 20 هدفًا في مختلف المسابقات، وكان من بين أفضل هدافي الدوري الإسباني. سجل هاتريك في دوري أبطال أوروبا ضد بوروسيا دورتموند، ليؤكد مكانته كمهاجم من الطراز الرفيع. جماهير إشبيلية أحبته وأطلقت عليه لقب الأسد المغربي، لأنه يقاتل في الملعب بروح لا تهدأ.

مع المنتخب المغربي

قصة النصيري مع المنتخب المغربي بدأت منذ الفئات السنية، ثم المنتخب الأولمبي، وصولًا إلى المنتخب الأول. أول ظهور بارز له كان في كأس أمم إفريقيا 2017 حين سجل هدفًا رائعًا ضد توغو. لكن لحظته الأهم جاءت في كأس العالم 2018 بروسيا عندما سجل هدفًا برأسية قوية في مرمى إسبانيا، ليكتب اسمه في سجل هدافي المونديال. ثم جاء كأس العالم 2022 في قطر، حيث دخل التاريخ من أوسع أبوابه. في مباراة ربع النهائي ضد البرتغال ارتقى عاليًا وسجل هدفًا سيظل خالداً، لأنه منح المغرب التأهل إلى نصف النهائي لأول مرة في التاريخ، ليصبح أول منتخب إفريقي وعربي يصل إلى هذا الدور.

الجانب الشخصي

يوسف النصيري بعيدًا عن الملاعب شخص متواضع وهادئ، يحب البقاء مع عائلته وأصدقائه، ويرفض حياة الشهرة الصاخبة. يزور أسرته باستمرار في فاس ويحرص على رد الجميل لوالديه. كما أنه معروف بأعماله الخيرية حيث ساهم في دعم عدد من المشاريع الاجتماعية وساعد أسرًا فقيرة دون أن يبحث عن الأضواء. هذه الصفات جعلت الجماهير تحبه أكثر، لأنه يجمع بين التميز داخل الملعب والتواضع خارجه.

أسلوب لعب النصيري

النصيري مهاجم سريع رغم طوله، يجيد ضربات الرأس بشكل مبهر، ويتمركز بذكاء داخل منطقة الجزاء. يتميز بالقوة البدنية والقدرة على الضغط المستمر على دفاعات الخصوم. هو لاعب لا يكل ولا يمل، يسعى دائمًا لمساندة زملائه في الدفاع والهجوم. هذه الخصائص جعلته من بين أفضل المهاجمين الأفارقة في أوروبا.

يوسف النصيري رمز الإصرار

قصة يوسف النصيري من أزقة فاس إلى ملاعب دوري الأبطال وكأس العالم ملهمة لكل شاب يحلم بتحقيق النجاح. لم يصل بسهولة، بل عبر الصعوبات والعقبات، لكنه لم يتوقف يومًا عن الحلم. اليوم يعتبر النصيري رمزًا لجيل مغربي جديد آمن بنفسه وبقدراته، ورفع راية بلاده عاليًا في أكبر المحافل الدولية.



بدايات يوسف النصيري مع المنتخب المغربي

بعد أن أثبت نفسه في نادي مالقا الإسباني، أصبح النصيري تحت أنظار الناخب الوطني آنذاك هيرفي رونار. هذا الأخير قرر استدعاءه لتمثيل المنتخب المغربي الأول سنة 2016. أول مشاركة له لم تكن سهلة، لكنه أظهر اندفاعًا كبيرًا، فقرر رونار منحه المزيد من الفرص. في كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون سجل هدفًا جميلًا ضد منتخب توغو، وأثار اهتمام الجماهير التي بدأت ترى فيه مهاجم المستقبل. منذ ذلك الحين، أصبح النصيري عنصرًا دائمًا في قائمة المنتخب المغربي، سواء في المباريات الودية أو الرسمية، وأثبت أنه مهاجم يملك غريزة تهديفية قوية وقدرة على الحسم في اللحظات الصعبة.

كأس العالم 2018 في روسيا

كانت المشاركة في كأس العالم 2018 محطة بارزة في مسيرة النصيري. رغم أن المنتخب المغربي خرج من دور المجموعات، إلا أن النصيري ترك بصمته، فقد دخل بديلاً في المباراة الأخيرة ضد منتخب إسبانيا العملاق، وسجل هدفًا رائعًا برأسية قوية جعلت الجميع يتحدث عنه. ذلك الهدف لم يكن عاديًا، بل كان رسالة واضحة بأن المغرب يملك مهاجمًا قادرًا على التسجيل أمام كبار المنتخبات العالمية. الصحافة المغربية والإسبانية أشادت به، واعتبرت أن مستقبله سيكون باهرًا إذا واصل العمل بنفس الإصرار.

الانتقال الكبير إلى إشبيلية

بعد تجربته مع ليغانيس، جاء انتقال النصيري إلى نادي إشبيلية في يناير 2020، وهي خطوة غيّرت مساره بالكامل. كان إشبيلية يبحث عن مهاجم قوي وفعال، فوجد ضالته في المهاجم المغربي. الصفقة بلغت حوالي 20 مليون يورو، وهو رقم كبير بالنسبة لنادٍ بحجم ليغانيس، لكنه يعكس الثقة الكبيرة في قدرات النصيري. في البداية واجه صعوبات للتأقلم، لكنه سرعان ما فرض نفسه بفضل أهدافه الحاسمة. موسم 2020-2021 كان استثنائيًا، إذ سجل أكثر من 20 هدفًا في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، وأصبح من بين أفضل الهدافين في الليغا إلى جانب ميسي وبنزيما وسواريز.

التألق الأوروبي مع إشبيلية

في دوري أبطال أوروبا، بصم النصيري على أداء تاريخي، حيث سجل "هاتريك" أمام بوروسيا دورتموند، ليصبح حديث الصحافة العالمية. الجماهير الإسبانية والعربية تغنت باسمه، ورأى فيه النقاد مهاجمًا كاملًا يجمع بين السرعة والقوة والقدرة على التسجيل في المباريات الكبيرة. لعب دورًا مهمًا في قيادة فريقه إلى مراحل متقدمة من البطولة الأوروبية، وأكد أنه مهاجم لا يهاب المنافسين الكبار. هذا التألق فتح الباب أمام أندية أوروبية عملاقة أبدت اهتمامها بضمه، لكن النصيري فضل البقاء في إشبيلية، حيث يحظى بثقة المدربين وحب الجماهير.

كأس العالم 2022 في قطر

المحطة الأهم في مسيرة يوسف النصيري كانت دون شك كأس العالم 2022 في قطر، حيث صنع التاريخ مع المنتخب المغربي. النصيري دخل البطولة وهو في قمة نضجه الكروي، وتمكن من تسجيل هدف أمام كندا في دور المجموعات، لكن اللحظة التي ستبقى خالدة جاءت في ربع النهائي ضد منتخب البرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو. في الدقيقة 42 ارتقى النصيري عاليًا في الهواء، متفوقًا على المدافعين وحارس المرمى، ليسجل هدفًا تاريخيًا برأسية ستبقى خالدة في ذاكرة المغاربة والعرب والأفارقة. ذلك الهدف منح المغرب التأهل إلى نصف النهائي لأول مرة في تاريخ كأس العالم، ليصبح أول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى هذا الدور. النصيري أصبح بطلًا قوميًا، وارتفع اسمه إلى مصاف الأساطير.

ردود الفعل العالمية

بعد هدفه التاريخي ضد البرتغال، انهالت الإشادات على النصيري من كل مكان. الصحافة العالمية وصفت قفزته بأنها "قفزة أسطورية"، حيث ارتقى إلى علو قياسي جعلها واحدة من أجمل أهداف المونديال. حتى كريستيانو رونالدو الذي كان يعيش لحظة صعبة لم يخف احترامه للمهاجم المغربي. أما في المغرب، فقد استقبلته الجماهير استقبال الأبطال، وظل اسمه يتردد في كل بيت، وأصبح أيقونة لجيل كامل من الشباب الذين رأوا فيه مثالاً للإصرار والتحدي.

الحياة الشخصية ليوسف النصيري

رغم كل النجومية التي وصل إليها، إلا أن النصيري ما يزال يعيش ببساطة كبيرة. يحب الابتعاد عن الأضواء في حياته الخاصة، ويقضي وقتًا طويلاً مع أسرته في فاس. هو الابن البار الذي لا ينسى فضل والديه، خصوصًا والده الذي كان دائمًا يشجعه في طفولته. النصيري معروف أيضًا بأعماله الخيرية، حيث ساهم في دعم عدد من العائلات الفقيرة، وساعد في تمويل مشاريع صغيرة في مسقط رأسه. هذه الإنسانية جعلته محبوبًا ليس فقط كلاعب، بل أيضًا كشخص متواضع وقريب من الناس.

الإرث الكروي للنصيري

اليوم يعتبر يوسف النصيري واحدًا من أعظم المهاجمين الذين أنجبتهم الكرة المغربية. أرقامه مع الأندية الأوروبية، وتألقه مع المنتخب المغربي في كأس العالم، جعلت اسمه يكتب بحروف من ذهب في سجل كرة القدم المغربية. هو لاعب لم يكتف بتحقيق أحلامه الشخصية، بل رفع راية بلاده عاليًا، وأعطى الأمل لملايين الشباب بأن العمل والاجتهاد قادران على صنع المعجزات. إرث النصيري لم يكتمل بعد، فهو لا يزال في أوج عطائه، والجماهير تنتظر منه المزيد في السنوات القادمة.


ads2

google-playkhamsatmostaqltradent