recent
أخبار ساخنة

عبد المجيد الظلمي: مايسترو كرة القدم المغربية

عبد المجيد الظلمي: مايسترو كرة القدم المغربية


عبد المجيد الظلمي: مايسترو كرة القدم المغربية


 

مقدمة

عندما نتحدث عن تاريخ كرة القدم المغربية، لا يمكن أن نتجاوز اسم عبد الله الظلمي، اللاعب الذي لقبه عشاق المستديرة بـ "المايسترو". فقد كان رمزًا للفن الكروي الراقي، وأحد أبرز صناع مجد الكرة المغربية في فترة الثمانينيات، حين رفع المغرب رايته عاليًا في القارة الإفريقية والعالم.


النشأة والبدايات

وُلد عبد الله الظلمي سنة 1953 بمدينة الدار البيضاء، وسط عائلة بسيطة. منذ صغره، كانت الكرة رفيقته الأولى، حيث كان يقضي ساعات طويلة في شوارع وأزقة الحي، يبدع بلمساته وأناقة أسلوبه. انضم إلى الفئات الصغرى لنادي الرجاء البيضاوي، وهناك بدأت قصته مع المجد.


المسيرة مع الرجاء البيضاوي

قضى الظلمي كامل مسيرته الكروية تقريبًا بقميص الرجاء الرياضي، ليصبح أحد رموزه الخالدة. كان لاعب وسط مبدعًا، يتميز بتمريراته السحرية، قدرته على التحكم في نسق اللعب، وروحه القتالية داخل الملعب.
مع الرجاء، قاد فريقه لتحقيق إنجازات محلية بارزة، وكان دائمًا القلب النابض للخط الوسط.


المسيرة الدولية

أما على الصعيد الدولي، فقد حمل الظلمي قميص المنتخب المغربي في أكثر من 140 مباراة دولية، وهو رقم قياسي في وقته. شارك في عدة بطولات كبيرة، من بينها:

  • كأس إفريقيا للأمم (1976، 1978، 1980، 1986).

  • كأس العالم 1986 بالمكسيك، حيث كتب المغرب التاريخ بتأهله لأول مرة إلى الدور الثاني، وكان الظلمي أحد نجوم تلك الملحمة.

كان المايسترو رمزًا للعب الجماعي، ومصدر إلهام لزملائه، وقائدًا بصمت وأداء، لا بضوضاء وصراخ.


أسلوب اللعب

عبد المجيد الظلمي لم يكن لاعبًا عاديًا، بل كان ظاهرة كروية:

  • التمريرات الحاسمة: كان يمتلك رؤية استثنائية تجعله يوزع الكرات بدقة عالية.

  • الهدوء والثقة: نادرًا ما كان يرتبك تحت الضغط.

  • القيادة الصامتة: كان يقود فريقه بأدائه أكثر من كلامه.

  • الروح الرياضية: نال سمعة كواحد من أكثر اللاعبين انضباطًا وأخلاقًا.


إنجازات وبصمات

  • قاد المغرب إلى لقب كأس إفريقيا 1976 (اللقب الوحيد في تاريخ المغرب حتى الآن).

  • كان جزءًا من جيل 1986 الأسطوري في المكسيك.

  • أصبح رمزًا لنادي الرجاء الرياضي وأحد أعمدته التاريخية.

  • حصل على لقب "المايسترو" بفضل أسلوبه الفني والأنيق.



عبد المجيد الظلمي: مايسترو كرة القدم المغربية



الاعتزال والإرث

اعتزل الظلمي اللعب سنة 1988 بعد مسيرة حافلة بالعطاء، لكنه بقي حاضرًا في ذاكرة الجماهير المغربية.
في سنة 2004، كرّمه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ضمن قائمة أفضل 200 لاعب إفريقي في التاريخ.


الوفاة والخلود

رحل عبد المجيد الظلمي عن عالمنا في 27 يوليوز 2017، تاركًا وراءه إرثًا كرويًا وإنسانيًا عظيمًا. شيعته الجماهير بحزن عميق، لكن اسمه ظل خالدًا في سجل الأساطير.


خاتمة

عبد المجيد الظلمي لم يكن مجرد لاعب كرة قدم، بل كان مدرسة في الأخلاق والالتزام والفن الكروي. هو رمز لجيل ذهبي صنع المجد للمغرب، ورسم البسمة على وجوه الملايين. سيبقى المايسترو حاضرًا في وجدان كل عاشق لكرة القدم المغربية، كأحد أعظم من لمس الكرة في تاريخها. 

ads2

google-playkhamsatmostaqltradent