وليد الركراكي: قصة مدرب قاد المغرب إلى العالمية
يُعتبر وليد الركراكي من أبرز الأسماء في كرة القدم المغربية والعربية خلال السنوات الأخيرة، حيث تمكن من كتابة اسمه بحروف من ذهب في تاريخ كرة القدم بفضل مسيرته كلاعب ثم كمدرب قاد المنتخب المغربي إلى إنجازات غير مسبوقة.
النشأة والمسيرة كلاعب
وُلد وليد الركراكي يوم 23 سبتمبر 1975 بمدينة كوربوفوا في فرنسا، من أصول مغربية. بدأ مسيرته الكروية في الدوري الفرنسي، حيث لعب في عدة أندية أبرزها:
-
تولوز (Toulouse)
-
أجاكسيو (AC Ajaccio)
-
راسينغ سانتاندير الإسباني (Racing Santander)
-
ديجون الفرنسي (Dijon FCO)
عُرف الركراكي كلاعب في مركز الظهير الأيمن، وتميز بالانضباط الدفاعي والروح القتالية. كما مثّل المنتخب المغربي في العديد من المناسبات، وشارك في كأس أمم إفريقيا إضافة إلى تصفيات كأس العالم.
بداية المشوار التدريبي
بعد اعتزاله اللعب، توجه الركراكي إلى عالم التدريب، وبدأ مسيرته كمدرب مساعد في المنتخب المغربي سنة 2012. ثم خاض تجاربه مع عدة أندية، حيث حقق نجاحات لافتة:
-
الفتح الرباطي: قاده للتتويج بلقب الدوري المغربي (2016) وكأس العرش.
-
الدحيل القطري: فاز معه بالدوري القطري (2020).
-
الوداد الرياضي: حقق إنجازًا كبيرًا بالفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا 2022 على حساب الأهلي المصري، إضافة إلى الدوري المغربي في نفس السنة.
قيادة المنتخب المغربي
في غشت 2022، تم تعيين وليد الركراكي مدربًا للمنتخب المغربي، خلفًا للبوسني وحيد خليلوزيتش.
وبفضل شخصيته القوية، قدرته على إدارة المجموعة، وروحه القتالية، قاد “الأسود” إلى إنجاز تاريخي في كأس العالم قطر 2022:
-
الفوز على منتخبات كبرى مثل بلجيكا، كندا، إسبانيا، والبرتغال.
-
الوصول إلى نصف النهائي كأول منتخب إفريقي وعربي يحقق هذا الإنجاز.
-
احتلال المركز الرابع عالميًا، وهو أفضل إنجاز في تاريخ الكرة الإفريقية والعربية.
فلسفة الركراكي التدريبية
يعتمد الركراكي على:
-
الصلابة الدفاعية والانضباط التكتيكي.
-
الروح الجماعية والقتالية العالية.
-
استغلال سرعة الأطراف والمرتدات.
-
بناء علاقة أبوية وأخوية مع اللاعبين، مما جعله قريبًا منهم ومصدر إلهام.
إنجازاته وأثره
-
أول مدرب مغربي يحقق دوري أبطال إفريقيا مع الوداد.
-
أول مدرب إفريقي يقود منتخبًا إلى نصف نهائي كأس العالم.
-
ساهم في رفع صورة الكرة المغربية عالميًا، ومنح الجماهير ثقة في قدرة العرب على منافسة الكبار.
خاتمة
أثبت وليد الركراكي أن النجاح لا يأتي من الفراغ، بل هو نتيجة العمل الجاد، الانضباط، والروح الجماعية. فقد أصبح رمزًا للمدرب العصري القادر على الجمع بين التكتيك الحديث والروح الوطنية. وبات حلم المغاربة والعرب أن يقود "الركراكي" منتخب المغرب نحو المزيد من الإنجازات في قادم الاستحقاقات.
وليد الركراكي: مسيرة لاعب حمل شغف الكرة المغربية إلى أوروبا والعالم
وُلِد وليد الركراكي في 23 شتنبر 1975 بمدينة كوربوفوا الفرنسية، من عائلة مغربية متجذّرة في أصولها وقيمها، حيث نشأ في بيئة تجمع بين صرامة الهجرة والتشبت بالهوية المغربية. هذه الخلفية الثقافية والاجتماعية صنعت منه شخصية صلبة منذ صغره، وأهلته لكي يواجه التحديات الكبرى في مساره الكروي.
منذ طفولته، كانت الكرة رفيقته الدائمة في أزقة الحي، حيث كان يُعرف بين أصدقائه بسرعته الكبيرة وقدرته على قراءة اللعب قبل حدوثه. هذه الموهبة دفعت مدربي الفرق الصغرى في الضواحي الباريسية إلى الانتباه له، فتمت المناداة عليه للانضمام إلى مدارس تكوين معتمدة، ومن هناك بدأ الحلم الذي حمله معه لسنوات طويلة: أن يصبح لاعب كرة قدم محترف، وأن يمثل المنتخب المغربي.
بداياته مع كرة القدم في فرنسا
الركراكي، مثل كثير من أبناء الجالية المغربية، وجد نفسه أمام خيار صعب: إما أن يسير في طريق الدراسة والعمل التقليدي، أو أن يُغامر بمستقبل غير مضمون في كرة القدم. لكن عشقه للمستطيل الأخضر جعله يختار المسار الثاني.
بدأ مشواره الكروي مع فرق الهواة في فرنسا، حيث لعب لعدة أندية صغيرة في الضواحي الباريسية، وأثبت موهبته شيئًا فشيئًا. لم يكن الطريق سهلاً، فقد واجه صعوبات مالية وضغطًا عائليًا، لكن عزيمته القوية جعلته يتمسك بحلمه.
سرعان ما لفت الأنظار بأسلوبه المميز كظهير أيمن، يجمع بين السرعة والاندفاع الدفاعي والجرأة الهجومية، مما جعله ينتقل إلى نادي راسينغ باريس، ثم نحو مستويات أعلى، حيث بدأ طريقه في عالم الاحتراف.
المحطة الحاسمة: نادي تولوز
عام 1999، كانت نقطة التحول الكبرى في مسيرة الركراكي، حين انضم إلى نادي تولوز الفرنسي. هناك وجد بيئة احترافية حقيقية، واكتسب خبرة كبيرة في الدوري الفرنسي المعروف بقوته البدنية والتكتيكية.
مع تولوز، لم يكن مجرد لاعب عادي، بل أصبح من الركائز الأساسية للفريق. وقد اشتهر بتدخلاته الحاسمة، وبقدرته على الصعود إلى الأمام وصناعة الفارق، وهو ما جعله محبوبًا من الجماهير وزملائه.
خلال هذه الفترة، بدأ اسمه يتردد بقوة في الأوساط الكروية، ولفت أنظار مدربي المنتخب المغربي، ليكون على موعد مع حلم آخر: ارتداء القميص الوطني.
الانتقال إلى أجاكسيو وصعوده في الليغ 1
بعد تجربة ناجحة مع تولوز، انتقل الركراكي إلى نادي أجاكسيو، وهناك واصل تألقه في الدوري الفرنسي. لعب في الليغ 1 ضد كبار النجوم، وواجه أندية مثل باريس سان جيرمان، مارسيليا، وليون.
في أجاكسيو، اكتسب الركراكي شهرة أكبر كلاعب لا يكلّ ولا يمل، يقاتل طوال التسعين دقيقة، ويُعتبر من أفضل الأظهرة على المستوى الدفاعي والهجومي.
تميزت فترة أجاكسيو بكونها المرحلة الذهبية التي صقلت الركراكي، حيث أصبح لاعبًا دوليًا معترفًا به، وأحد أبرز الأسماء المغربية في أوروبا.
التجربة الإسبانية مع راسينغ سانتاندير
عام 2004، خطا الركراكي خطوة جديدة نحو التحدي، عندما انتقل إلى راسينغ سانتاندير الإسباني. الدوري الإسباني كان حلمًا بالنسبة لأي لاعب، وهناك واجه أساطير مثل رونالدينيو، زيدان، فيغو، وراؤول.
في الليغا، أظهر الركراكي شخصية قوية، ولم يتأثر بالضغط، بل كان من اللاعبين الذين يثق بهم المدربون. لعب ضد أندية كبيرة مثل برشلونة وريال مدريد، وأكد مرة أخرى أن اللاعب المغربي قادر على منافسة أفضل نجوم العالم.
تجربته في إسبانيا زادت من خبرته الدولية، ورسخت اسمه كلاعب محترف يملك عقلية قوية، وهو ما انعكس لاحقًا على شخصيته عندما دخل عالم التدريب.
العودة إلى فرنسا وخط النهاية كلاعب
بعد سنوات من العطاء في أوروبا، عاد الركراكي إلى فرنسا لينهي مسيرته الكروية مع بعض الأندية المتوسطة. كان يدرك أن جسده بدأ يتعب من كثرة المواجهات، لكنه ظل يحافظ على نفس الروح القتالية والانضباط الكبير.
وبحلول عام 2009، أعلن اعتزاله الرسمي لكرة القدم، بعد مسيرة استمرت أكثر من عقد في أعلى المستويات. لكنه لم يبتعد عن الكرة، بل كان يعلم أن المرحلة القادمة ستأخذه نحو التدريب، حيث يمكنه نقل خبرته إلى الأجيال الجديدة.