محمد التيمومي: أسطورة الكرة المغربية
مقدمة
يُعد محمد التيمومي أحد أبرز اللاعبين الذين أنجبتهم كرة القدم المغربية والعربية في القرن العشرين. فقد ترك بصمته المميزة بمهاراته العالية، ورؤيته الثاقبة داخل الملعب، وتمريراته الساحرة التي أسرت الجماهير. يعتبر التيمومي نموذجاً للاعب المبدع الذي جمع بين الموهبة والانضباط، فاستحق مكانته بين أعظم نجوم الكرة المغربية على مر التاريخ.
النشأة والبدايات
وُلد محمد التيمومي يوم 15 يناير 1960 بمدينة الرباط، ونشأ في بيئة متواضعة عشق فيها كرة القدم منذ صغره. التحق مبكراً بفريق الجيش الملكي، حيث صقل موهبته وبرز بسرعة كلاعب وسط هجومي يمتاز بالخيال الواسع والقدرة على التحكم في إيقاع اللعب.
مسيرته الكروية
-
مع الجيش الملكي: قضى معظم مسيرته مع هذا النادي العريق، وكان أحد أعمدته الأساسية خلال فترة الثمانينات. ساهم في تتويجه بعدة ألقاب محلية وقارية.
-
مع المنتخب المغربي: لمع نجمه بشكل خاص خلال مشاركته في كأس العالم 1986 بالمكسيك، حين كان أحد نجوم المنتخب الذي كتب التاريخ بتأهله إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخ العرب وإفريقيا. قدم أداءً استثنائياً جعله محط إعجاب الجماهير والمحللين.
-
الاحتراف الخارجي: خاض تجربة احترافية قصيرة في إسبانيا وسويسرا، لكنها لم تدم طويلاً بسبب الإصابات.
أسلوب لعبه
امتاز التيمومي بكونه "مايسترو" حقيقياً، صانع ألعاب من الطراز الرفيع، يجيد المراوغة والتمريرات الدقيقة، إضافة إلى تسديداته القوية. كان قادراً على قلب موازين المباريات بلمسة واحدة، مما جعله من أفضل لاعبي الوسط في جيله.
إنجازاته
-
الفوز مع الجيش الملكي بالدوري والكأس.
-
التتويج بكأس إفريقيا للأندية البطلة عام 1985.
-
المشاركة البارزة في كأس العالم 1986.
-
اختياره ضمن أفضل لاعبي إفريقيا في الثمانينات.
-
نال جائزة الكرة الذهبية الإفريقية سنة 1985.
الإرث والتأثير
يُعتبر التيمومي رمزاً للكرة الجميلة في المغرب. فقد ألهم أجيالاً من اللاعبين بموهبته وأسلوبه، واعتُبر "قدوة" في الإبداع الكروي. وبعد اعتزاله، بقي اسمه محفوراً في ذاكرة الجماهير كأحد أعظم اللاعبين الذين حملوا قميص المنتخب الوطني.
تكريماته
في السنوات الأخيرة، حظي التيمومي بتكريمات عدة داخل المغرب وخارجه، تقديراً لمسيرته المضيئة. كما أدرجه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ضمن قائمة أفضل 200 لاعب إفريقي في التاريخ.
خاتمة
محمد التيمومي ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل أيقونة رياضية تمثل العصر الذهبي للكرة المغربية. لقد أمتع الجماهير وأهدى المغرب لحظات من الفخر والاعتزاز، وسيظل اسمه مرتبطاً بالموهبة الخالصة والإبداع داخل المستطيل الأخضر.